التفاسير

< >
عرض

أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ
٢٤
-النجم

روح البيان في تفسير القرآن

{ ام للانسان ماتمنى } ام منقطعة وما فيها من معنى بل للانتقال من بيان ان ماهم عليه غير مستند الا الى توهمهم وهوى نفسهم الى بيان ان ذلك مما لايجدى نفعا اصلا والهمزة للانكار والنفى والتمنى تقدير شىء فى النفس وتصويره فيها وذلك قد يكون عن تخمين وظن وقد يكون عن رؤية وبناء على اصل لكن لما كان اكثره عن تخمين صار الكذب له املك فأكثر التمنى تصوير مالا حقيقة له والمعنى ليس للانسان كل مايتمناه وتشتهيه نفسه من الامور التى من جملتها اطماعهم الفارغة فى شفاعة الآلهة ونظائرها التى لاتكاد تدخل تحت الوجود

ماكل مايتمنى المرء يدركه تجرى الرياح بمالاتشتهى السفن

(وقال الكاشفى) آياهستت مر انسان را يعنى كافررا آنجه آرزو برداز شفاعت بتان ياآنكه كويد جرا نبوت بفلان وفلان ندادند. وقيل ام للانسان مااشتهى من طول الحياة وان لابعث ولا حشر وفى الآية اشارة الى ان للانسان اسعتداد الكمال وهو الفناء عن انانيته والبقاء بهوية الله تعالى لكن بسبب اشتغاله باللذات الجسمانية والروحانية يحصل له فى بعض الاوقات آفات العلائق الجسمانية وفترات العوآئق الروحانية فيحرم من بلوغ مطلوبه ولايتهيأ له كل ماتمناه اذ كل ميسر لما خلق له فمن خلق مظهر اللطف بيده اليمنى لايقدر أن يجعل نفسه مظهر القهر ومن خلق مظهر القهر بيده اليسرى لايمكن أن يجعل نفسه مظهر اللطف

توان باك كردن زرنك آينه وليكن نيايد زسنك آينه

وانما تمنى لما ليس له مخلوقية على صورة من جمع الضدين بقوله { هو الاول والآخر والظاهر والباطن } اى هو الاول فى عين آخريته والظاهر فى عين باطنيته وسئل الخراز قدس سره بم عرفت الله قال بالجمع بين الضدين لان الحقيقة متوحدة والتعين والظهور متعدد وتنافى التعينات لايقدح فى وحدة الهوية المطلقة كما ان تنافى الزوجية والفردية لايقدح فى العدد وتضاد السواد والبياض لايقدح فى اللون المطلق قال الحسينرحمه الله الاختيار طلب الربوبية والتمنى الخروج من العبودية وسبب عقوبة الله عباده ظفرهم بمنيتهم