التفاسير

< >
عرض

أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ
٣٨
-النجم

روح البيان في تفسير القرآن

{ الا تز وازرة وزر أخرى } اصله أن لاتزر على ان ان هى المخففة من الثقيلة وضمير الشأن هو اسمها محذوف والجملة المنفية خبرها ومحل الجملة الجر على انها مما فى صحف موسى او الرفع على انها خبر مبتدأ محذوف كأنه قيل مافى صحفهما فقيل هو انه اى الشأن لاتحمل نفس من شأنها الحمل حمل نفس اخرى من حيث تتعرى منه المحمول عنها ولا يؤاخذ احد بذنب غيره ليتخلص الثانى من عقابه فالمراد بالوازرة هى التى يتوقع منها الوزر والحمل لا لتى وزرت وحملت ثقلا والافكان المقام أن يقال لاتحمل فارغة وزر اخرى اذ لا تحمل مثقلة بوزرها غير الذى عليها وفىهذا ابطال قول من ضمن للوليد بن المغيرة أن يحمل عنه الاثم ولا يقدح فى ذلك قوله تعالى { كتبنا على بنى اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد فى الارض فكأنما قتل الناس جميعا } اذ ليس المعنى ان عليه اثم مباشرة سائر القاتلين بل المعنى ان عليه فوق اثم مباشرته للقتل المحظور اثم دلالته وسببته لقتل هؤلاء وهما ليستا الا من اوزاره فهو لايحمل الا وزر نفسه وكذا قوله عليه السلام من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة فان ذلك وزر الاضلال الذى هو وزره