التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ ٱلأَنبَآءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ
٤
-القمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولقد جاءهم } اى وبالله لقد جاء اهل مكة فى القرءآن { من الانباء } جمع نبأ وهو خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم او غلبة ظن ولا يقال للخبر فى الاصل نبأ حتى يتضمن هذه الاشياء الثلاثة اى انباء القرون الخالية او انباء الآخرة وما وصف من عذاب الكفار فاللام عوض عن المضاف اليه وهو حال مما بعده { مافيه مزدجر } اى ازدجار من تعذيب ان أريد بالانباء انباء القرون الخالية او وعيد أريد بها انباء الاخرة او موضع ازدجار على ان فى تجريدية والمعنى انه فى نفسه موضع ازدجار ومظنة له كقوله تعالى { لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنة } اى هو فى نفسه اسوة حسنة وتاء الافتعال تقلب دالا مع الدال والذال والزاى للتناسب فى المخرج او لتحصيل التناسب فان التاء مهموسة وهذه الحروف مجهورة يعنى ان اصله مزتجر لانه مفتعل من الزجر قلبت التاء ذالا لان الزاى حرف مجهور والتاء حرف مهموس والذال تناسب الزاى من الجهر وتناسب التاء فى المخرج يقال زجره وازدجره اى نهاه عن السوء ووعظه غير ان افتعل ابلغ فى المعنى من فعل قال الراغب الزجر طرد بصوت يقال زجرته فانزجر ثم يستعمل فى الطرد تارة وفى الصوت تارة وقوله تعالى مزدجر اى طرد ومنع عن ارتكاب المأثم