التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ
٤٨
-القمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ يوم يسحبون } منصوب اما بما يفهم من قوله فى ضلال اى كائنون فى ضلال وسعر يوم يجرون { فى النار على وجوههم } واما بقوله مقدر بعده اى يوم يسحبون يقال لهم { ذوقوا مس سقر } سقر علم جهنم ولذلك لم يصرف وقيل اسم لطبقتها الخامسة من سقرته النار اذا بوخته اى غيرته والمس وهو ادراك بظاهر البشرة والمعنى قاسوا حرها وألمها فان مسها سبب للتألم بها فمس سقر مجاز عن ألمها بعلاقة السببية وفى القاموس { ذوقوا مس سقر } اى اول ماينالكم منها كقولك وجد مس الحمى انتهى وعن النبى صلى الله عليه وسلم "اول الناس يقضى فيه يوم القيامة رجل استشهد أتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ماعملت فيها قال قاتلت فى سبيلك حتى استشهدت قال كذبت انما أردت أن يقال فلان جريىء فقد قيل فأمر به فسحب على وجه حتى ألقى فى النار ورجل تعلم العلم وقرأ القرءآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ماعملت فيها فقال تعلمت العلم وقرأت القرءآن وعملت قال كذبت انما أردت فلان عالم وفلان قارىء فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقى فى النار ورجل آتاه الله تعالى من انواع المال فأتى به فعرفه نعمة فعرفها فقال ماعملت فيها قال ماتركت من شىء يجب ان ينفق فيه لك قال كذبت انما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقى فى النار" وعن عطاء السلمى قال خرجت يوما مع اصحابى نستسقى فلقينى سعدون فقال ياعطاء هل خرجتم بقلوب سماوية او بقلوب ارضية قلت بل بقلوب سماوية فقال ياعطاء لاتتعوج فان الناقد بصير فخجلت منه فلما دعونا ولم نمطر قلت له ادع الله حتى يسقينا فرفع رأسه الى السماء فقال بسم الله الرحمن الرحيم ثم قال برحمة ما كان بينى وبينك البارحة أن تسقينا فلم يفرغ من كلامه حتى مطرنا ثم بكى ورجع والكلام فى تصحيح النية وتطهير القلب عن الغير والاخلاص لله تعالى ومن بقى فى صفات نفسه واعرض عن الحق وأقبل على الدنيا وشهواتها فهو يجر فى نار جهنم البعد والطرد ويذوق حر نار الهجران والخذلان