التفاسير

< >
عرض

حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ ٱلنُّذُرُ
٥
-القمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ حكمة بالغة } غايتها متناهية فى كونها حكمة لاخلل فيها او قد بلغت الغاية فى الانذار والنهى والموعظة وهو بدل من ما او خبر لمحذوف وفى القاموس الحكمة بالكسر العدل والعلم والحلم والنبوة والقرءآن وفى المفردات الحكمة اصابة الحق بالعلم والفعل فالحكمة من الله معرفة الاشياء او ايجادها على غاية الاحكام ومن الانسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات واذا وصف القرآن بالحكيم فلتضمنه الحكمة وهى علمية وعملية والحكمة المنطوق بها هى العلوم الشرعية والطريقة والحكمة المسكوت عنها هى اسرار الحقيقة التى لايطلع عليها علماء الرسوم والعوام على ماينبغى فتضرهم او تهلكهم { فما تغنى النذر } نفى للاغناء فمفعول تغنى محذوف اى لم تغن النذر شيأ او استفهام انكار فما منصوبة على انها مفعول مقدم لتغنى اى فأى اغناء تغنى النذر اذا خالفو او كذبوا اى لا تنفع كقوله { وما تغنى الآيات والنذر } عن قوم لايؤمنون جمع نذير بمعنى المنذر او مصدر بمعنى الانذار وفيه اشارة الى عدم انتفاع النفوس المتمردة بانذار منذر الروح وانذار منذر القلب اذ الروح مظهر منذر القرآن والقلب مظهر منذر الحقيقة