التفاسير

< >
عرض

فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ
٦
-القمر

روح البيان في تفسير القرآن

{ فتول عنهم } لعلمك بان الانذار لايؤثر فيهم البتة ولا ينفع فالفاء للسببية وبالفارسية بس روى بكردان از ايشان تا وقت امر بقتال ومنتطر باش جزاى انشانرا{ يوم يدع الداع } اصله يوم يدعو الداعى بالواو والياء لما حذف الواو من يدعو فى التلفظ لاجتماع الساكنين حذفت فى الخط ايضا اتباعا للفظ واسقطت الياء من الداعى للاكتفاء بالكسرة تخفيفا قال بعضهم حذفت الياء من الداعى مبالغة فى التخفيف اجرآء لأل مجرى ما عاقبها وهو التنوين فكما يحذف الياء مع التنوين كذلك مع ما عاقبه ويوم منصوب بيخرجون او باذكر والداعى اسرافيل عليه السلام ينفخ فى الصور قائما على صخرة بيت المقدس ويدعو الاموات وينادى قائلا أيها العظام البالية واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة ان الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء او ان اسرافيل ينفخ وجبريل يدعو وينادى بذلك وعلى كلا القولين فالدعاء على حقيقته وقال بعضهم هو مجاز كالامر فى قوله تعالى { كن فيكون } يعنى ان الدعاء فى البعث والاعادة مثل كن فى التكوين والابتدآء بأن لايكون ثمة داع من اسرافيل او غيره بل يكون الدعاء عبارة عن نفاذ مشيئته وعدم تخلف مراده عن ارادته كما لايتخلف اجابة دعاء الداعى المطاع.
يقول الفقير الاولى بقاؤه على حقيقته لان اسرافيل مظهر الحياة وبيده الصور والله تعالى ربط الاشياء بعضها ببعض وان كان الكل بأرادته ومشيئته { الى شىء نكر } بضمتين صفة على فعل وقرىء بسكون الكاف وكلاهما بمعنى المنكر اى منكر فظيع ينكره النفوس لعدم العهد بمثله وهو هول يوم القيامة ومنه منكر ونكير لفتانى القبر لانه لم يعهد عند الميت مثلهما