التفاسير

< >
عرض

يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ وَٱلمَرْجَانُ
٢٢
-الرحمن

روح البيان في تفسير القرآن

{ يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان } اللؤلؤ الدر والمرجان الخرز الاحمر المشهور يقال يلقيه الجن فى البحر وقال فى خريدة العجائب اللؤلؤ يتكون فى بحر الهند وفارس والمرجان ينبت فى البحر كالشجر واذا كلس المرجان عقد الزئبق فمنه ابيض ومنه احمر ومنه اسود وهو يقوى البصر كحلا وينشف رطوبة العين انتهى وقيل اللؤلؤ كبار الدر والمرجان صغاره، واعلم انه ان أريد بالبحرين هنا بحر فارس وبحر الروم فلا حاجة فى قوله منهما الى التأويل اذا اللؤلؤ والمرجان بمعنييه يخرجان منهما لان كلا منهما ملح ولا عذب فى البحار السبعة الا على قول من قال فى الآية يخرج من مالح بحرى فارس والروم ومن عذب بحر الصين وفى بحر العلوم ان اللؤلؤ يخرج من بحر فارس والمرجان من بحر الروم يعنى لامن كليهما وان أريد بهما البحر الملح والبحر العذب فنسبة خروجهما حينئذ الى البحرين مع انهما انما يخرجان من البحر الملح او مع انهما لايخرجان من جميع البحر ولكن من بعضه كما يقال يخرج الولد من الذكر والانثى وانما تلده الانثى وهو الاظهر او لانهما لايخرجان الا من ملتقى الملح والعذب وهذا يحتمل معنيين احدهما ان الملتقى اسم مكان والخروج بمعنى الانتقال من الباطن الظاهر فانه قال الجمهور يخرج من الاجاج من المواضع التى يقع فيها الانهار والمياه العذبة فناسب اسناد ذلك اليهما وهذا مشهور عند الغواصين والثانى انه مصدر ميمى بمعنى الالتقاء والخرج بمعنى الحدوث والحدوث بمعنى الوجود فانه يحدث ويتكون من التقائهما واجتماعهما كما قال الرازى يكون العذب كاللقاح للملح ونقل عن ابن عباس وعكرمة مولاه ان تكون هذه الاشياء فى البحر بنزول المطر لان الصدف تفتح افواهها للمطر فيكون الاصداف كالارحام للنطف وماء البحر كالجسد الغاذى ويدل على انه من المطر مااشتهر من أن السنة اذا اجدبت هزلت الحيتان وقلت الاصداف والجواهر وعلى هذا فضمير منهما للبحرين باعتبار الجنس فتأمل