التفاسير

< >
عرض

مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى ٱلْجَنَّتَيْنِ دَانٍ
٥٤
-الرحمن

روح البيان في تفسير القرآن

{ متكئين } حال من الخائفين لان من خاف فى معنى الجمع والمعنى يحصل لهم جنتان متكئين اى جالسين جلسة الملوك جلوس راحة ودعة معتمدين { على فرش } جمع فراش بالكسر وهو مايفرش ويبسط ويستمهد للجلوس والنوم { بطائنها } جمع بطانة وهى بالكسر من الثوب خلاف ظهارته بالفارسية آستر { من استبرق } قرأ ورش عن نافع ورويس عن يعقوب من استبرق بحذف الالف وكسر النون لالقاء حركة الهمزة عليها والباقون باسكان النون وكسر الالف وقطعها والاستبرق ما غلظ من الديباج قيل هو استفعل من البريق وهو الاضاءة وقيل من البرقة وهو اجتماع الوان وجعل اسما فاعرب اعرابه وقد سبق شرحه فى الدخان والمعنى من ديباج ثخين وحيث كانت بطائنها كذلك فما ظنك بظهائرها يعنى ان الظهارة كانت أشرف وأعلى كما قال عليه السلام "لمناديل سعد بن معاذ فى الجنة احسن من هذه الحلة" فذكر المنديل دون غيره تنبيها بالأدنى على الأعلى وقيل ظهائرها من سندس او من نور او هو مما قال الله تعالى { فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين } { وجنى الجنتين دان } جنى اسم بمعنى المجنى كالقبض بمعنى المقبوض لقول على رضى الله عنه

هذا جناى وخياره فيه وكل جان يده الى فيه

ودان من الدنو وهو القرب اصله دانو مثل غازو اى مايجتنى من اشجارها من الثمار قريب يناله القائم والقاعد والمضطجع وبالفارسية وميوه درختان آن دوبهشت نزديكست كه دست قائم وقاعد ومضطجع بدان رسد وقال وان شاء مضطجعا وقال قتادة لايرد بده بعد ولاشؤك، وكفته اندكسانى كه تكيه دارند ومويه آروز كنند شاخ درخت سرفرو دارد وآن ميوه كه خواهد بدهان وى درآيد، يقول الفقير ان البعد انما نشأ من كثافة الجسم ولا كثافة فى الجنة واهلها اجسام لطيفة نور انية فى صور الارواح وقد قال من قال (مصرع) بعد منزل نبود درسفر روحانى، وايضا ان الطاعات فى الدنيا كانت فى مشيئة المطيع فثمراتها ايضا فى الجنة تكون كذلك فيتناولها بلا مشقة بل لاتناول اصلا فان سهولة التناول تصوير لسهولة الاكل فتلك الثمار تقع فى الفم بلا اخذ على ماقال البعض