التفاسير

< >
عرض

وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ
٦
-الرحمن

روح البيان في تفسير القرآن

{ والنجم } اى النبات الذى ينجم اى يطلع فى الارض ولا ساق له مثل الكرم والقرع ونحو ذلك { والشجر } الذى له ساق وفى المنتقى كل نابت اذا ترك حتى يبرز انقطع فليس بشجر وكل شىء يبرز ولا ينقطع من سنته فهو شجر { يسجدان } اى ينقاد ان له تعالى فيما يريد بهما طبعا انقياد الساجد من الكفلين طوعا او يسجد ظلهما على مابين فى قوله تعالى { يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله } وكفته اند مارا بر سجود ايشان وقوف نيست جانجه برتسبيح ايشان كما قال تعالى { ولكن لاتفقهون تسبيحهم } ذكر فى مقابلة النعمتين السماويتين اللتين هما الشمس والقمر نعمتين ارضيتين وهما النجم والشجر وكلاهما من قبيل النبات الذى هو اصل الرزق من الحبوب والثمار والحشيش للدواب واخلاء الجمل الاولى عن العطف لورودها على منهاج التعديد على تقاعده فى الشكر كما فى قولك زيد اغناك بعد فقر اعزك بعد ذل كثرك بعد قلة فعل بك ما لم يفعل احد بأحد وام عطف جملة والنجم على ماقبلها فلتناسبها من حيث التقابل لما ان الشمس والقمر علويان والنجم والشجر سفليان ومن حيث ان كلا من حال علويين وحال السفليين من باب الانقياد لامر الله تعالى ولما كانت هذه الاربعة مغايرة لجنس الانسان فى ذاته وصفاته غير النظم بايرادها فى صورة الاسمية تحقيقا للتغاير بينهما وضعا وطبعا صورة ومعنى وفيه اشارة الى سجود نجم العقل الذى به يهتدى الى معرفة الاشياء واستهلاكه وتلاشية عند النظر الى الحقائق الالهية والمعارف الربانية لعدم قوة اداركه اياها مستعدا بنفسه غير مستفيض من الفيض الالهى بطريق الكشف والشهود والى سجود شجر الفكر المتشجر بالقوى الطبيعية والقوى الوهمية والخيالية وانحصاره فى القوة المزاجية العنصرية وعدم تمكنه من ادراك الحقائق على ماهى عليه كما قيل العقل والفكرجالا حول سرادق الكون فاذا نظرا الى المكون ذابا وكيف لا وهما مخلوقان محصوران تحت حصر الخلقية والحدوث وانى للخلق المحدث معرفة الخالق القديم وما قدروا الله حق قدره