التفاسير

< >
عرض

مُدْهَآمَّتَانِ
٦٤
-الرحمن

روح البيان في تفسير القرآن

{ مدهامتان } صفة لجنتان يقال ادهام الشىء يدهام ادهيما ما فهو مدهام اسود وفى تاج المصادر فى باب الافعيلال الادهيمام سياه شدن لان الدهمة بالضم السواد والادهم الاسود ومنه قوله تعالى { مدهامتان } اى سوداوان يعنى علالونها دهمة وسواد من شدة الخضرة والرى وان شئت قلت خضرا وان تضربان الى السواد من شدة الخضرة وبالفارسية دوبهشت سبز از بسيارى سبزى بسياهى رسيده والنظر الى الخضرة يجلو البصر كما قال عليه السلام "ثلاث يجلون البصر النظر الى الخضرة والى الماء الجارى والى الوجه الحسن" قال ابن عباس رضى الله عنهما والاثمد عند النوم وهو الكحل الاسود واجوده الاصفهانى وهو بارد يابس ينفع العين اكتحالا ويقوى اعصابها ويمنع عنها كثيرا من الآفات والاوجاع سيما الشيوخ والعجائز وان جعل معه شىء من المسك كان غاية فى النفع وينفع من حرق النار طلاء مع الشحن ويقطع التنزف ويمنع الرعاف اذا كان من اغشية الدماغ وفى الحديث "خيرا كحالكم الاثمد ينبت الشعر ويجلو البصر" كما فى خريدة العجائب وفى قوله { مدهامتان } اشعار بأن الغالب على هاتين الجنتين النبات والرياحين المنبسطة على وجه الارض وعلى الاوليين الاشجار والفواكة ودل هذا على فضل الاوليين على الاخريين قال فى التأويلات النجمية يشير به الى غلبة القوة النباتية على اصحاب هاتين الجنتين وهم اصحاب اليمين والى غلبة القوة الروحانية على اصحاب الجنتين الاوليين لان فيهما كثرة الاشجار والفواكة وهم المقربون