التفاسير

< >
عرض

فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ
٦٨
-الرحمن

روح البيان في تفسير القرآن

{ فيهما فاكهة ونخل ورمان } عطف الاخيرين على الفاكهة كعطف جبريل وميكائيل على الملائكة بيانا لفضلهما فان ثمرة النخل فاكهة وغذاء والرمان بالفارسية انار، فاكهة ودواء يعنى بحسب حال الدنيا والافا لكل فى الجنة للتفكه ومن هذا قال ابو حنيفةرحمه الله من حلف لا يأكل فاكهة فأكل رمانا او رطبا لم يحنث خلافا لصاحبيه يعنى ان أبا حنيفة لايجعلهما من الفاكهة بخلاف صاحبيه وغيرهما فلا يحنث من حلف أن لا يأكل فاكهة فأكل تمرا او رمانا عنده وكذا الحكم عنده فى العنب ومن جعلهما من الفاكهة حملهما على التخصيص بذكرهما بيانا لفضلهما كما مر آنفا وقد سبق بيان النخل مفصلا قال ابن عباس رضى الله عنهما نخل الجنة جذوعها زمرد أخضر وكربها ذهب احمر وسعفها كوة لاهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم وثمرها امثال القلال والدلاء اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل والين من الزبد ليس له عجم كلما نزعت ثمرة عادت مكانها اخرى وانهارها تجرى فى غير اخدود والرمان من الاشجار التى لا تقوى الا بالبلاد الحارة (روى) عن ابن عباس رضى الله عنهما مالقحت رمانة قط الا بحبة من الجنة وقال الامام على رضى الله عنه اذا اكلتم الرمان فكلوه ببعض شحمه فانه دباغ للمعدة وما من حبة منه تقيم فى جوف مؤمن الا انارت قلبه واخرجت شيطان الوسوسة منه اربعين يوما وفى الحديث "من اكل رمانا انار الله قلبه اربعين يوما" ولا يخفى مافى جمع الرمان مع انار من اللطافة واجوده الكبار الحلو المليس وهو حار رطب يلين الصدر والحلق ويجلوا لمعدة وينفع من الخفقان ويزيد فى الباءة وقشره تهرب منه الهوام وفى التأويلات النجمية يشير الى ضعف استعداد اصحاب اليمين بالنسبة الى المقربين لان الرمان للدواء لا للتفكه وتهيئة الدواء فى البيت تدل على ضعف مزاج ساكن البيت