التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ
٧
-الرحمن

روح البيان في تفسير القرآن

{ والسماء رفعها } انتصاب بمحذوف يفسره المذكور اى خلقها مرفوعة محلا كما هو محسوس مشاهد وكذا رتبة حيث جعلها منشأ احكامه وقضاياه وتنزل اوامره ومحل ملائكته وقال بعضهم رفعها من السفل الى العلو سقفا لمصالح العباد وجعل بينهما مسيرة خمسمائة عام وذلك لان السماء دخان فاربه موج الماء الذى كان فى الارض { ووضع الميزان } اى شرع العدل وامر به بأن وفر كل مستحق لما استحقه ووفى كل ذى حق حقه حتى انتظم به امر العالم واستقام كما قال عليه السلام "بالعدل قامت السموات والارض" قيل فعلى هذه الميزان هو القرءآن وقيل هو مايعرف به مقادير الاشياء من ميزان وميكال ونحوهما فالمعنى خلق كل ماتوزن به الاشياء ويعرف مقاديرها موضوعا مخفوضا على الارض حيث علق به احكام عباده وقضاياهم وما تعبدهم به من التسوية والتعديل فى اخذهم واعطائهم قال سعدى المفتى وانت خبير بأن قوله { أن لاتطغوا فى الميزان واقيموا الوزن } اشد ملاءمة لهذا المعنى ولهذا اقتصر عليه الزمخشرى (قال الكاشفى) وضع الميزان وبيا فريد يامنزل كردانيد ترازورا يا الهام داد خلق را بكيفيت يجاد آن، ليتوصل به الا الانصاف والانتصاف وكان ذلك فى زمان نوح عليه السلام اذ لم يكن قبله كيل ووزن وذراع قال قتادة فى هذه الآية اعدل يا ابن آدم كما تحب أن يعدل عليك واوف كما تحب أن يوفى لك فأن العدل صلاح الناس