التفاسير

< >
عرض

فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ
٧٠
-الرحمن

روح البيان في تفسير القرآن

{ فيهن خيرات حسان } صفة اخرى لجنتان كالجملة التى قبلها والكلام فى جمع الضمير كالذى مر فيما مر وخيرات مخففة من خيرات جمع خيرة لان خير الذى بمعنى اخير لايجمع فلا يقال فيه خيرون ولا خيرات ومعناها بالفارسية زنان بركزيده، وقيل فى تفسير الخيرات اى لسن بدمرات ولا بخرات الدمر النتن والبخر بالتحريك النتن فى الفم والابط وغيرهما ولا متطلعات التطلع جشم داشتن، وقولهم عافى الله من لم يتطلع فى فمك اى لم يتعقب كلامك (ولا متشوفات) التشوف خويشتن آراستن وجشم داشتن، ويعدى بالى وفى القاموس شفته شوفا جلوته وشيفت الجارية تشاف زينت وتشوف تزين والى الخير تطلع ومن السطح تطاول ونظر وأشرف (ولاذربات) يقال ذرب كفرح ذربا وذرابة فهو ذرب حد والذرية بالكسر السليطة اللسان (ولا سليطات) السلط والسليط الشديد والطويل اللسان (ولاطماحات) يقال طمح بصره اليه كمنع ارتفع والمرأة طمحت فهى طامح وككتاب النشوز (ولاطوافات فى الطرق) اى دورات (حسان) جمع حسنة وحسناء اى حسان الخلق والخلق يعنى نيكو رويان ونيكو خويان، وهن من الحور وقيل من المؤمنات الخيرات ويدل على الاول مابعد الآية وفى الحديث "لو أن امرأة من نساء اهل الجنة اطلعت على السموات والارض لاضاءت ما بينهما ولملأت مابينهما ريحا ولعصابتها على رأسها خير من الدنيا ومافيها" وروى لو أن حورآء بزقت فى بحر لعذب ذلك البحر من عذوبة ريقها (وروى انهن يقلن نحن الناعمات فلا نبأس) يعنى ماييم بالعمت كه درويش نمى شويم (الراضيات فلا نسخط) يعنى ماييم راضى كه غضب نمى كنيم (نحن الخالدات فلا نبيد) يعنى ماييم جاويدكه هلاك نمى شويم (طوبى لمن كناله وكان لنا) وفى الأثر "اذا قلن هذه المقالة اجابتهن المؤمنات من نساء الدنيا نحن المصليات وماصليتن ونحن الصائمات وماصمتن ونحن المتصدقات وما تصدقتن فغلبنهن والله غلبنهن" وفيه بيان ان هاتين الجنتين دون الاوليين لانه تعالى قال فى الاوليين فى صفة الحور العين { كأنهن الياقوت والمرجان } وفى الاخريين { فيهن خيرات حسان } وليس كل حسن كحسن الياقوت والمرجان قال فى التأويلات النجمية { فيهن خيرات حسان } من المعاملات الفاضلات المكاشفات العاليات وهذا الوصف ايضا يدل على ان جنة المقربين افضل من جنة الابرار واصحاب اليمين لان ثمرة تلك الجنة الفناء والبقاء وثمرة هذه الجنة المعاملات وتحسين الاخلاق