التفاسير

< >
عرض

حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ
٧٢
-الرحمن

روح البيان في تفسير القرآن

{ حور } بدل من خيرات جمع حورآء وهى البيضاء ووصفت فى غير هذه الآية بالعين وهى جمع عيناء بمعنى عظيمة العين وقال بعضهم شديدة سواد العين يعنى سياه جشمان اند { مقصورات فى الخيام } قصرن فى خدورهن وحبسن (قال الكاشفى) ازجشمهاى بيكانكان نكاه داشته ودرخيمها بداشته، وفيه اشارة الى انهن لايظهرن لغير المحارم وان لم تكن الجنة دار التكليف وذلك لانهن من قبيل الاسرار وهى تصان عن الاغيار غيرة عليها يقال امرأة قصيرة وقصورة اى مخدرة مستورة لاتخرج ومقصورات الطرف على ازواجهن لايبغين بهم بدلا والاخيام جمع خيمة وهى للقبة المضروبة على الاعواد هكذا جمع خيام الدنيا وهى لاتشبه خيام الجنة الا بالاسم فانه قد قيل ان الخيمة من خيامهن درة مجوفة عرضها ستون ميلا فى كل زاوية منها اهلون مايرون الا حين يطوف عليهم المؤمنون وقال ابن مسعود لكل زوجة خيمة طولها ستون ميلا، وكفته اند مراد خانهاست يعنى مستورات فى الحجال، وحجلة خانه بود براى داماد وعروس، قال فى القاموس الحجلة محركة كالقبة موضع يزين بالثياب والستور للعروس والجمع حجل وحجال قال البقلىرحمه الله وصف جوارى جنانه التى خلقهن لخدمة اوليائه وألبسهن لباس نوره وأجلسهن على سرير انسه فى حجال قدسه وضرب عليهن خيام الدر والياقوت ينتظرون ازواجهن من العارفين والمؤمنين المتقين لايصرفن ابصارهن فى انتظارهن عن مسلك الاولياء من ازواجهن الىغيره وفى الآية اشارة الى ان الاسماء تنقسم بالقسمة الاولى قسمين بعضها كونية اى لها مظاهر فى الكون وبعضها غير كونية اى ليس لها مظاهر فى الكون بل هى من المستأثرات الغيبية كما جاء فى دعاء النبى عليه السلام "اللهم انى اسألك بكل اسم سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك اوعلمته احدا او استأثرت به فى علم غيبك المكنون" وقوله { حور مقصورات } يعنى ان من خصائص هاتين الجنتين ان فيهما معانى وحقائق ماظهرت مظاهرها فى هذا العالم بل بعد فى خيام الغيب المكنون فى جنة السر