التفاسير

< >
عرض

كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ
٢٣
جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٢٤
-الواقعة

روح البيان في تفسير القرآن

{ كأمثال اللؤلؤ المكنون } صفة لحور او حال اى الدر المخزون فى الصدف لم تمسه الايدى ولم تره الاعين او المصون عما يضربه ويدنسه فى الصفاء والنقاء ولما بالغ فى و صف جزآئهم بالحسن والصفاء دل على ان اعمالهم كانت كذلك لان الجزآء من جنس العمل فقال { جزاء بما كانوا يعملون } مفعول به اى يفعل بهم ذلك الجزآء بأعمالهم الصالحة فى الدنيا فما جزآء الاحسان الا الاحسان فالمنازل منقسمة على قدر الاعمال واما نفس دخول الجنة فبفضل الله ورحمته لايعمل عامل فمن طمع فى أن يدخل الجنة ويأكل من اللحم اللذيذ ويشرب من الشراب الهنيىء ويستمتع بالحور العين آثر وجه زواجها (ويروى) ان الحورآء اذا مشت سمع تقديس الجلاجل من ساقيها وتمجيد الاسورة من ساعديها وان عقد الياقوت يضحك فى نحرها وفى رجليها نعلان من ذهب شراكهما من لؤلؤ تصران اى تصوتان بالتسبيح على كل امرأة سبعون حلة ليست منها حلة على لون الاخرى وسبعون لونا من الطيب ليس منها لون على لون الآخر لكل امرأة سبعون سريرا من ياقوت احمر منسوجة بالدر على كل سرير سبعون فراشا بطائنها من استبرق وفوق السبعين فراشا سبعون أريكة لكل امرأة منهم سبعون وصيفة بيد كل وصيفة صحيفتان من ذهب فيما لون من طعام يجد لآخر لقمة منه لذة لايجدها لاولها ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت احمر عليه سواران من ذهب موشح بياقوت احمر وكان يحيى بن معاذرحمه الله يقول اخطب زوجة لاتسلبها منك المنايا وأعرس بها فى دار لايخربها دوران البلايا واسبك لها حجلة لاتحرقها نيران الرزايا (وروى) انهم خلقن من الزعفران كما فى كشف الاسرار