التفاسير

< >
عرض

وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ
٣٤
إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً
٣٥
فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً
٣٦
-الواقعة

روح البيان في تفسير القرآن

{ وفرش } جمع فراش وهو مايبسط ويفرش اى هم فى بسط { مرفوعة } اى رفيعة القدر أو مرتفعة وارتفاعها كما بين السماء والارض وهو مسيرة خمسمائة عام او مرفوعة على الاسرة وقيل الفرش هى النساء حيث يكنى بالفراش وباللباس والازار عن المرأة وفى الحديث "الولد للفراش" فسمى المرأة فراشا وارتفاعها كونهن على الارآئك دل عليه قوله تعالى { انا أنشأناهن انشاء } وعلى الاول اضمر هن لدلالة ذكر الفرش التى هى المضاجع عليهن دلالة بينة والمعنى ابتدأنا خلقهن ابتدآء جديدا من غير ولاد ابدآء واعادة اما الابدآء فكما فى الحور لانهن انشأهن الله فى الجنة من غير ولادة واما الاعادة فكما فى نساء الدنيا المقبوضة عجائز وفى الحديث "هن اللواتى قبضن فى دار الدنيا عجائز شمطا" جمع شمطاء والشمط بياض شعر الرأس يخالطه سواد "رمصا" جمع رمصاء والرمص بالتحريك وسخ يجتمع فى الموق جعلهن الله تعالى بعد الكبر أتراباً على ميلاد واحد فى الاستوآء كلما أتاهن ازواجهن وجدوهن ابكارا فلما سمعت عائشة رضى الله عنها ذلك قالت واوجعاه فقال عليه السلام "ليس هناك وجع" وقد فعل الله فى الدنيا بزكريا عليه السلام فقال تعالى { واصلحنا له زوجه } سئل الحسن عن ذلك الصلاح فقال جعلها شابة بعد ان كانت عجوزا ولودا بعد كانت عقيما وذلك قوله تعالى { فجعلناهن } بعد أن كن عجائز { ابكارا } اى عذارى جمع بكر والمصدر البكارة بالفتح قال الراغب البكرة اول النهار وتصور منها معنى التعجيل لتقدمها على سائر اوقات النهار فقيل لكل متعجل بكر وسميت التى لم تفتض بكرا اعتبارا بالثيب لتقدمها عليها فيما يراد له النساء قال سعدى المفتى ان أريد بالانشاء معنى الابدآء فالجعل بمعنى الخلق وقوله { ابكارا } حال وان اريد به الاعادة فهو بمعنى التصيير وابكارا مفعوله الثانى قال بعضهم دل قوله { فجعلناهن ابكارا } على ان المراد بهن نساء الدنيا لان المخلوقة ابتدآء معلوم انها بكر وهن أفضل واحسن من حور الجنة لانهن عملن الصالحات فى الدنيا بخلاف الحور وعن الحسن رضى الله عنه قالت عجوز عند عائشة رضى الله عنها من بنى عامر يارسول الله ادع الله أن يدخلنى الجنة فقال "يا ام فلان ان الجنة لايدخلها عجوز" فولت وهى تبكى فقال عليه السلام "اخبروها انها ليست يومئذ بعجوز" وقرأ الآية