التفاسير

< >
عرض

فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً
٦
-الواقعة

روح البيان في تفسير القرآن

{ فكانت } اى فصارت بسبب ذلك { هباء } اى غبار وهو مايسطع من سنابك الخيل او الذى يرى فى شعاع الكوة او الهباء ما يتطاير من شرر النار او ماذرته الريح من الاوراق { منبثا } اى منتشرا متفرقا وفى التفسيران الله تعالى يبعث ريحا من تحت الجنة فتحمل الارض والجبال وتضرب بعضها بعض ولا تزال كذلك حتى تصير عبارا ويسقط ذلك الغبار على وجوه الكفار كقوله تعالى { وجوه يومئذ عليها غبرة } وقال بعضهم ان هذه الغبرة هى التراب الذى اشار اليه تعالى بقوله { ياليتنى كنت ترابا } وسيجيىء تحقيقه فى محله وفى الآية اشارة الى قيامة العارفين وهى قيامة العشق وسطوته وجذبة التوحيد وصدمته وهى تخفض القوى الجسمانية البشرية المقتضية لاحكام الكثرة وترفع القوى الروحانية الالهية المستدعية لانوار الوحدة وصرصر هذه القيامة اذا ضربت على ارض البشرية ومرت على جبال الانانية الانسانية جعلت تعينهما متلاشيا فانيا فى ذاتهما وصفاتهما لا اسم لهما ولا رسم ولا اثر ولا عين بل هباء منبثا لاحقيقة له فى الجود كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده واليه الاشاره بقولهم اذا تم الفقر فهو اليه ولابد فى سلوك طريق الحق من ارشاد استاذ حاذق وتسليك شيخ كامل مكمل حتى تظهر حقيقة التوحيد بتغليب القوى الرحانية على القوى الجسمانية كا قال العارف الربانى ابو سعيد الخراز قدس سره حين سئل عن التوحيدان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة