التفاسير

< >
عرض

عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَـٰلَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ
٦١
-الواقعة

روح البيان في تفسير القرآن

{ على أن نبدل } منكم { امثالكم } لايغلبنا احد على أن نذهبكم ونأتى مكانكم بأشباهكم من الخلق يقال سبقته على كذا اى غلبته عليه وغلب فلان فلانا على الشىء اذا اخذه منه بالغلبة { وننشئكم فيما لاتعلمون } من الخلق والاطوار لاتعهدون بمثلها وقال الحسن البصرىرحمه الله اى نجعلكم قردة وخنازير كمن مسخ قبلكم ان لم تؤمنوا برسلنا يعنى لسنا عاجزين عن خلق امثالكم بدلا منكم ومسخكم من صوركم الى غيرها ويحتمل ان الآية تنحو الى الوعيد فالمراد اما انشاؤهم فى خلق لايعلمونها أو صفات لايعلمونها يعنى كيفيات من الألوان والاشكال وغيرها وفى الحديث "ان اهل الجنة جرد مرد وان الجهنمى ضرسه مثل أحد" وفى الآية اشارة الى ان الله تعالى ليس بعاجز عن تبديل الصفات البشرية بالصفات الملكية وجعل السالكين مظهر الصفات غير صفاتهم التى هم عليها اذ توارد الصفات المختلفة المتابينة على نفس واحدة على مقتضى الحكمة البالغة ليس من المحال ألا ترى الى الجوهر الواحد فانه يصير تارة فضة واخرى ذهبا بطرح الاكسير