التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ
٦٢
-الواقعة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولقد علمتم النشاة } اى الخلقة { الاولى } هى خلقتهم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة وقيل هى فطرة آدم من التراب { فلولا تذكرون } فهلا تتذكرون ان من قدر عليها قدر على النشأ الاخرى حتما فانها اقل صنعا لحصول المواد وتخصص الاجزآء وسبق المثال

آنكه مارا زخلوت تابود مى كشد تابجلوه كاه وجود
بار ديكركه از سموم هلاك روى بوشيم زير برده خاك
هم نواند بامر كن فيكون كارد از كوشه لحد بيرون

وفى الخبر عجبا كل العجب للمكذب بالنشأة الآخرة وهو يرى النشأة الاولى وعجبا للمصدق بالنشأة الآخرة وهو يسعى لدار الغرور وفى الآية دليل على صحة القياس حيث جهلهم فى ترك قياس النشأة الاخرى على الاولى وترك القياس اذا كان جهلا كان القياس علما وكل ما كان من قبيل العلم فهو صحيح (وفى المثنوى)

مجتهد هركه كه باشد نص شناس اندر آن صورت نينديشد قياس
جون نيايد نص اندر صورتى از قياس آنجا نمايد عبرتى
اين قياسات وتحرى روزا بر نابشت مر قبله راكردست حبر
ليك باخورشيد وكعبه بيش رو اين قياس واين تحرى مجو

ومنه يعلم بطلان قياس ابليس فانه قياس على خلاف الامر عنده وروده (كما قال فى المثنوى)

اول آنكس كين قياسكها نمود بيش انوار خدا ابليس بود
كفت نار ازخاك بى شك بهترست من زنار واوز خاك اكدرست
بس قياس فرع براصلش كنيم او ز ظلمت مازنور روشنيم
كفت حق نى بلكه لا انساب شد زهد وتقوى فضل را محراب شد

وفيه اشارة الى انا اذا قدرنا على انشاء النشأة الاولى البشرية الطبيعية الدنيوية مع عدم مادة من المواد الصفاتية فمن استعجز قدرة الله فقد كفر ألا ترى الى محرومى البداية مرزوقى النهاية مثل ابراهيم بن آدهم وفضيل بن عياض ومالك بن دينار وغيرهم قدس الله اسرارهم فان الله تعالى أنشأهم نشأة اخرى ولو بعد حين