التفاسير

< >
عرض

ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ
٦٤
-الواقعة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ءأنتم تزرعونه } تنبتونه وتردونه نباتا يربو وينمو الى أن يبلغ { ام نحن الزارعون } اى المنبتون لاأنتم والزرع الانبات وحقيقة ذلك يكون بالامور الالهية دون البشرية ولذا نسب الحرث اليهم ونفى عنهم الزرع ونسبه الى نفسه وفى الحديث "لايقولن احدكم زرعت وليقل حرثت فان الزارع هو الله" والحاصل ان الحرث فعلهم من حيث ان اختيارهم له مدخل فى الحرث والزرع خالص فعل الله فان انبات السنبل والحب لامدخل فيه لاختيار العبد اصلا واذا نسب الزرع الى العبد فلكونه فاعلا للاسباب التى هى سبب الزرع والانبات فى الاسئلة المقحمة الاصح ان الحرث والزرع واحد كقوله تعالى { ولاتسقى الحرث } فهلا أضاف الحرث الى نفسه ايضا والجواب ان اضافة الحرث الينا اضافة الاكتساب واضافته الى نفسه اضافة الخلق والاختراع كقوله تعالى { ومارميت اذ رميت } قال الحليمى يستحب لكل من ألقى فى الارض بذرا أن يقرأ بعد الاستعاذة { أفرأيتم } الى قوله { بل نحن محرومون } ثم يقول الله الزارع والمنبت والمبلغ اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد وارزقنا ثمره وجنبنا ضرره واجعلنا لأنعمك من الشاكرين ويقال ان هذا القول امان لذلك الزرع من جميع الآفات الدود والجراد وغير ذلك وفى الآية امتنان ليشكروا على نعمة الزرع واستدلال بان من قدر على الانبات قدر على الاعادة فكما انه ينبت الحب فى الارض وينبت بذر النطفة فى الرحم فكذا ينبت من حب عجب الذنب فى القبر فان كلها حب وذلك لان بذر النطفة وكذا عظم عجب الذنب شىء كخر دلة كما اسلفناه