التفاسير

< >
عرض

بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ
٦٧
-الواقعة

روح البيان في تفسير القرآن

{ بل نحن محرومون } حرمنا رزقنا او محدودون لامجدودون اى ممنوعون من الحد وهو المنع لاحظ لنا ولاجد ولابخت ولو كنا مجدودين لما فسد علينا هذا (روى) عن انس ابن مالك رضى الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بارض الانصار فقال "مايمنعكم من الحرث" قالوا الجدوبة قال "أفلا تفعلون فان الله تعالى يقول أنا الزارع ان شئت زرعت بالماء وان شئت زرعت بالريح وان شئت زرعت بالبذر" ثم تلا رسول الله عليه السلام { أفرأيتم ماتحرثون } الآية ففى الحديث اشارة الى الله تعالى هو الذى يعطى ويمنع باسباب وبغيرها فالتوحيد هو أن يعتقد أن التأثير من الله تعالى لامن غيره كالكوكب ونحوه فانه يتهم النفس بالمعصية القاطعة للرزق وفى الحديث "ماسنة بأمطر من اخرى لكن اذا عمل قوم بالمعاصى حول الله ذلك الى غيرهم فاذاعصوا جميعا صرف الله ذلك الى الفيافى والبحار" وفى الحديث "دم على الطهارة يوسع عليك الرزق" فاذا كان تو سيع الرزق فى الطهارة فتضييقه فى خلافها والرزق ظاهر وباطن وكذا الطهارة والنجاسة فلا بد لطالب الرزق مطلقا أن يكون على طهارة مطلقة دآئما فان قلت فما حال اكثر السلف فانهم كانوا فقرآء مع دوام الطهارة قلت كان السلف فى الرزق المعنوى اكثر من الخلف وهو المقصود الاصلى من الرزق انما كانوا فقرآء فى الظاهر لكمال افتقارهم الحقيقى كما قال عليه السلام "اللهم اغننى بالافتقار اليك" فمنعوا عنى الغنى الصورى تطبيقا لكل من الظاهر والباطن بالآخر فهم أغنى الاغنياء فى صورة الفقرآء وماعداهم ممن ليس على صفتهم افقر الفقراء فى صورة الاغنياء فالمرزوق من رزق غذآء الروح من الواردات والعلوم والفيوض والمحروم من حرمه فاعرفه (وفى المثنوى)

فهم نان كردن نه حكمت اى رهى زانكه حق كفت كلوا من رزقه
رزق حق حكمت بود در مرتبت كان كلو كيرت نباشد عاقبت
آن دهان بستى دهانى باز شد كه خورنده لقمهاى راز شد
كرز شير ديوتن را بروى در فطام او بسى نعمت خورى