التفاسير

< >
عرض

أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ
٨١
-الواقعة

روح البيان في تفسير القرآن

{ أفبهذا الحديث } الذى ذكرت نعوته الجليلة الموجبة لاعظامه واجلاله وهو القرءآن الكريم وسماه حديثا لان فيه حوادث الامور كما فى كشف الاسرار وهو متعلق بقوله { مدهنون } وجاز تقديمه على المبتدأ لان عامله يجوز فيه ذلك والاصل أفأنتم مدهنون بهذا الحديث { أنتم } يااهل مكة { مدهنون } الادهان فى الاصل مثل التدهين لكن جعل عبارة عن المداراة والملاينة وترك الجد والمعنى متهاونون به ومستحقرون كمن يدهن فى الامر اى يلين جانبه ولا يتصلب فيه تهاونا به وفى تاج المصادر الادهان مداهنت كردن وغسل كردن.
قال فى الاحياء الفرق بين المداهنة والمداراة بالغرض الباعث على الاغضاء فان أغضيت السلامة دينك ولما ترى فيه من اصلاح اخيك بالاغضاء فانت مدار وان أغضيت لحظ نفسك واجتلاب شهواتك وسلامة جاهك فأنت مداهن قال ابو الدردآء رضى الله عنه انا لنبش فى وجوه اقوام وان قلوبنا لتلعنهم وهذا معنى المدارة وهو منع شر من يخاف شره