التفاسير

< >
عرض

وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُونَ
٨٥
-الواقعة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ونحن أقرب اليه } اى الى المحتضر علما وقدرة وتصرفا قال بعضهم عبر عن العلم بالقرب الذى هو اقوى سبب الاطلاع { منكم } حيث لاتعرفون حاله الا ماتشاهدونه من آثار الشدة من غير أن تقفوا على كنهها وكيفيتها واسبابها ولا أن تقدروا على دفع أدنى شىء منها ونحن المتولون لتفاصيل احواله بعلمنا وقدرتنا او بملائكة الموت الذين يقبضون روحه { ولكن لاتبصرون } لاتدركون كنه مايجرى عليه لجهلكم بشؤوننا فقوله { لاتبصرون } من البصيرة لا من البصر والأقرب تفسيره بقوله { لاتدركون } كوننا أعلم به منكم كما فى حواشى سعدى المفتى قال البقلىرحمه الله قرب الله بالتفاوت قرب بالعلم وقرب بالاحاطة وقرب بالفعل وقرب بالصفة وقرب بالقهر وقرب باللطف والمسافة والمكان منفى على ذاته وصفاته ولكن يتجلى لقلوب من عين العظمة لاذابتها برؤية القهر ولقلوب من عين الجمال ليعرفها الاصطفائية وذلك القرب لايبصره الا أهل القرب وشواهده ظاهرة لأهل المعرفة وفى الخطاب تحذير وترهيب