التفاسير

< >
عرض

فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ
٨٩
-الواقعة

روح البيان في تفسير القرآن

{ فروح } اى فله استراحة وقرىء بضم الرآء وفسر بالرحمة لانها سبب لحياة المرحوم فاطلاقه على الرحمة استعارة تصريحية وبالحياة الدآئمة التى لاموت فيها قال بعضهم الروح يعبر به عن معانٍ فالروح روح الاجسام الذى يقبض عند الممات وفيه حياة النفس والروح جبرآئيل لانه كان ياتى الانبياء بما فيه حياة القلوب وعيسى روح الله لانه كان من نفخ جبرآئيل وأضيف الى الله تعظيما وكلام الله روح لانه حياة من الجهل موت الكفر ورحمة الله روح كقوله تعالى { وأيدهم بروح منه } اى برحمة والروح الرزق لانه حياة الاجساد وفى القاموس الروح بالضم مافيه الروح مابه حياة الانفس وبالفتح الراحة والرحمة ونسيم الريح ومكان روحانى طيب والروحانى بالضم مافيه الروح وفى كتاب الملل والنحل الروحانى بالضم من الروح والروحانى بالفتح من الروح والروح والروح متقاربان فكأن الروح جوهر والروح حالته الخاصة به انتهى { وريحان } ورزق او هو مايشم وعن أبى العالية لايفارق أحد من المقربين الدنيا حتى يؤتى ببعض من ريحان الجنة فيشمه ثم يقبض روحه وقال الزجاج الريحان هنا التحية لأهل الجنة، يكى از بزركان دين كفته است كه روح وريحان هم دردنياست هم در عقبى روح در دنياست وريحان در عقبى روح آنست كه دل بنده مؤمن را بنظر خويش بيار ايدتا حق ازباطل واشناسد انكه بعلم فزاخ كندتا قدرت دران جاى يابد آنكه بينا كند تابنور منت مى بيند شنوا كند تابند ازلى مى شنود باك كند تاهمه صحبت او جويد بعطر وصال خوش كند تاردران مهر دوست رويد بنور خويش روشن كند تا از وبار ديكر بصيقل عنايت بزد ايد تادر هرجه نكرد اورا بيند بنده جون بدين صفت بسراى سعادت رود آنجا ريحان كرامت بيند نسيم انس ازباغ قدس دميده زبر درخت وجود تخت رضا نهاده بساط انس كسرتده شمع عطف افروخته وبر فلك نشته ودوست ازلى برده بركرفته بسم ع بنده سلام رسانيده وديدار ذو الجلال نموده { وجنة نعيم } اى ذات تنعم فالاضافة لأدنى الملابسة (وقال الكاشفى) بوستان بر نعمت.
قال بعض أهل الحقيقة فله روح الوصال وريحان الجمال وجنة الجلال لروحه روح الانس ولقلبه ريحان القدس ولنفسه جنة الفردوس او الروح النظر الى وجه الجبار والريحان الاستماع لكلامه وجنة النعيم هو أن لايحجب العبد فيها عن مولاه اذا قصد زيارته وللمقربين ذلك فى دار الدنيا وروحهم المشاهدة وريحانهم سرور الخدمة وجنة النعيم السرور بذكره وقال بعضهم الروح للعابدين والريحان للعارفين وجنة النعيم لعوام المؤمنين او فله روح الشهود الذاتى وريحان السرور وجنة نعيم اللذات بالوصول اليها والدخول فيها، يقول الفقير الروح للنفوس والاجساد لانها تستريح بعد الموت برفع التكاليف عنها وان كان أهل الله على نشاط دآئم فى باب الخدمة لان التعب يرتفع بالوصول الى الله لكونه من آثار النفس والطبيعة ولا نفس ولا طبيعة بعد الوصول والريحان للقلوب ولا رواح ولذا حبب الى النبى عليه السلام الطيب لانه يوجد فيه ذوق الانس والمحاضرة وجعل عليه السلام الولد من الريحان لانه يشم كما يشم المشموم وانه من تنزلات ابيه كما ان القلوب من تنزلات الارواح والارواح من تنزلات الاسرار ووجد عليه السلام نفس الرحمن من قبل اليمن وانما وجده قلبه وروحه وكان ذك النفس عصام الدين عم اويس القرنى وكان حينئذ قطب الابدال وكان عليه السلام يستنشق بحس شمه ايضا روآئح الجنة ونحوها وجنة نعيم للاسرار وهى الجنة المضافة الى الله تعالى فى قوله
{ وادخلى جنتى } وعند دخولهم هذه الجنة لايراهم احد أبدا لعلو طبقتهم ورفعة درجتهم فلا يعرفهم احد لا فى الدنيا ولا فى العقبى فهم من قبيل المعلوم المجهول