التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ
٩٥
-الواقعة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان هذا } اى الذى ذكر فى هذه السورة الكريمة { لهو حق اليقين } اى حق الخبر اليقين فهو من قبيل اضافة الموصوف الى الصفة على الاتساع والمجاز وقيل الحق الثابت من اليقين اى الحق الثابت الذى لايطرأ عليه التبدل والتغير وقال ابو الليث اى يقين حق اليقين انتهى واليقين علم يحصل به ثلج الصدور ويسمى برد اليقين فهو العلم الذى يحصل به اطمئنان النفس ويزول ارتيابها واضطرابها والمراد هنا المعلوم المتيقن به لان المبتدأ عبارة عن المعلوم فجيب أن يكون الخبر ايضا كذلك التقدير ان هذا لهو ثابت الخبر المتيقن به اى الثابت منه على ان الاضافة بمعنى من وفى فتح الرحمن هذه عبارة فيها مبالغة لانها بمعنى واحد كما تقول فى امر توكده هذا يقين اليقين وصواب الصواب بمعنى انه نهاية الصواب فهى عبارة مبالغة وتأكيد معناه ان هذا الخبر هو نفس اليقين وحقيقته انتهى.
قال ابن الملك اضافة العلم الى اليقين اضافة الشىء الى مرادفه كما فعلوا مثل ذلك فى العطف وفى شرح النصوص بالنون العلم اليقينى هو العلم الحاصل بالادراك الباطنى بالفكر الصائب والاستدلال وهذا للعلماء الذين يوقنون بالغيب ولا تزيد هذه المرتبة العلمية الا بمناسبة الارواح القدسية فاذا يكون العلم عينا ولا مرتبة للعين الا اليقين الحاصل من مشاهدة المعلوم ولا تزيد هذه المرتبة الا بزوال حجاب الاثنينية فاذا يكون العين حقا ولا مرتبة للحق الا الادراك بأحدية جمعك اى بحقيقتك المشتملة على المدركات الظاهرة والباطنة والجامعة بين روحانيتك وجسمانيتك اى يدركها بها ادراكا يستوعب معرفة كل مااشتملت عليه حقيقة المدرك من الامور الظاهرة والباطنة وهو حال الكامل وصفة من صار قلبه مستوى الحق الذى قد وسعه كما اخبره لانه حال جمع الجمع وزيادة هذه المرتبة اى حق اليقين عدم ورود الحجاب بعده وعينه للاولياء وحقه للانبياء واما حقيقة اليقين وهو باطن حق اليقين فهو لنبينا عليه السلام وهذه الدرجات والمراتب لاتحصل الا بالمجاهدة مثل دوام الوضوء وقلة الاكل والذكر والسكوت بالفكر فى ملكوت السموات والارض وبادآء السنن والفرآئض وترك ماسوى الحق والغرض وتقليل المنام والعرض واكل الحلال وصدق المقال والمراقبة بقلبه الى الله تعالى فهذه مفاتيح المعاينة والمشاهدة انتهى وقال ابن عطاءرحمه الله ان هذا القرآن لحق فى صدور الموقنين وأهل اليقين وهو الحق من عند الحق فلذلك تحقق فى قلوب المحققين واليقين مااستقر فى قلوب اوليائه وقد قال سيدنا على رضى الله عنه وكرم الله وجهه لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا

حل خلد وجحيم دانستم بيقين انجنانكه مى بايد
كر حجاب ازميانه بر كيرند آن يقين ذره نيفزا يد

يعنى اكر احوال آخرت منكشف شود وجمله را معاينه كنم يك ذره در يقين من زياده نشود كه علم اليقين من امروز جوعين اليقين منست در فردا، وقال عليه السلام "اللهم انى اسألك ايمانا يباشر قلبى ويقينا ليس بعده كفر" وهو اليقين الحاصل بالعيان وظهور الحقيقة ولذا نقول أهل علم اليقين ذو خطر لايحصل منه الارشاد بخلاف أهل عين اليقين فانه قطب ارشاد وبخلاف أهل حق اليقين فانه قطب الاقطاب فالتجليات ثلاثة تجل علمى وتجل عينى وتجل حقى فالاول كعلم الكعبة علما ضروريا من غير رؤية والثانى مثل رؤيتها من بعيد والثالث كدخولها قال قتادة ان الله ليس تاركا احدا من الناس حتى يوقفه على اليقين من هذا القرءآن اما المؤمن فأيقن فى الدنيا فنفعه ذلك يوم القيامة واما الكافر فأيقن يوم القيامة حين لاينفعه (قال المولى الجامى)

سيراب كن زبحر يقين جان تشنه را زين بيش خشك لب منشين برسراب ريب