التفاسير

< >
عرض

فَٱلْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ
١٥
-الحديد

روح البيان في تفسير القرآن

{ فاليوم لايؤخذ منكم } أيها المنافقون { فدية } اى فدآء حفظ الانسان من النائبة بما يبذله عنه من مال او نفس اى لايؤخذ منكم دية ولا نفس اخرى مكان أنفسكم { ولا من الذين كفروا } اى ظاهرا وباطنا وفيه دلالة على ان الناس ثلاثة اقسام مؤمن ظاهرا وباطنا وهو المخلص ومؤمن ظاهرا لا باطنا وهو المنافق وكافر ظاهرا وباطنا { مأواكم } مرجعكم { النار } لاترجعون الى غيرها ابدا { هى } اى النار { مولاكم } تتصرف فيكم تصرف المولا فى عبيده لما أسلفتم من المعاصى او أولى بكم فالمولى مشتق من الاولى بحذف الزوآئد وحقيقته مكانكم الذى يقال فيه هو اولى بكم كما يقال هو مئنة الكرم اى مكان لقول القائل انه كريم فهو مفعل من اولى كما ان مئنة مفعلة من ان التى للتأكيد والتحقيق غير مشتقة من لفظها لان الحروف لايشتق منها بل ربما تتضمن الكلمة حروفها دلالة على ان معناه فيها او ناصركم على طريقة قوله (تحية بينهم ضرب وجيع) فان مقصوده نفى التحية فيما بينهم قطعا لان الضرب الوجعي ليس بتحية فيلزم أن لاتحية بنيهم البتة فكذا اذا قيل لاهل النار هى ناصركم يراد به أن لا ناصر لكم البتة او متوليكم اى المتصرف فيكم تتولاكم كما توليتم فى الدنيا موجباتها { وبئس المصير } اى المرجع النار.
وفى التأويلات النجمية اى نار القطيعة والهجران مولاكم ومتسلطة عليكم وبئس الرجوع الى تلك النار وعن الشبلى قدس سره انه رأى غصنا طريا قد قطع عن اصله فبكى فقال اصحابه مايبكيك فقال هذا الفرع قد قطع عن اصله وهو طرى بعد ولا يدرى ان مآله الذبول واليبس، شبلى ديده زنى راكه ميكريد وميكريد ياويلاه من فراق ولدى شبلى كريست وكفت ياويلاه من فراق الاخدان زن كفت جرا جنين ميكويى شبلى كفت توكريه ميكنى بر مخلوقى كه هرآينه فانى خواهدشد من جرا كريه نكنم برفراق خالقى كه باقى باشد

فرزند ويار جونكه بميرند عاقبت اى دوست دل مبند بجز حى لايموت