التفاسير

< >
عرض

سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ
٢١
-الحديد

روح البيان في تفسير القرآن

{ سابقوا } اى سارعوا مسارعة السابقين لأقرانهم فى المضمار وهو الميدان { الى مغفرة } عظيمة كائنة { من ربكم } اى الى اسبابها وموجباتها كالاستغفار وسائر الاعمال الصالحة اى بحسب وعد الله والا فالعمل نفسه غير موجب وفى دعائه عليه السلام "أسألك عزآئم مغفرتك" اى أن توفقنى للاعمال التى تغفر لصاحبها لا محالة ويدخل فيها المسابقة الى التكبيرة الاولى مع الامام ونحوها، سلمى قدس سره ككفت كه وسيله معفرت حضرت رسالت است عليه السلام بس حق سبحانه وتعالى ميفرمايدكه ستاب نماييد بمتابعت اوكه سبب آمر زش است

بيمبركسى را شفاعت كرست كه بر جاده شرع بيغمبرست

قال الشيخ الشهير بافتاده قدس سره ان الله تعالى أرسلنا من عالم الامر الى عالم الارواح ثم منه الى عالم الاجساد وخلقنا فى أحسن تقويم واعطانا اختيارا جزيئا وقال ان كنتم صرفتم ذلك الاختيار الى جانب العبادات والطاعات والى طريق الوصول الى الحسنات أدخلكم الجنة وأيسر لكم الوصال ورؤية الجمال وأمرنا بالاسراع الى تلك الطريق على وجه المبالغة فان صيغة المفاعلة للمبالغة وانما امر بمبالغة الاسراع لقلة عمر الدنيا وقد ذهب الانبياء والاولياء ونحن نذهب ايضا فينبغى أن نسرع فى طريق الحق لئلا يفوت الوصول الى الدرجات العالية بالاهمال والتكاسل وطريق الاسراع فى مرتبة الطبيعة الامتثال بالاوامر والاجتناب عن النواهى وفى مرتبة النفس تزكيتها عن الاخلاق الرديئة كالكبر والرياء والعجب والغضب والحسد وحب المال وحب الجاه وتحليتها بالاخلاق المحمودة كالتواضع والاخلاص ورؤية التوفيق من الله والحلم والصبر والرضى والتسليم والعشق والارادة نحوها وفى مرتبة الروح بتحصيل معرفة الله تعالى وفى مرتبة السر ينفى ماسوى الله تعالى وقال البقلى قدس سره دعا المريدين الى مغفرته بنعت الاسراع ودعا المشتاقين الى جماله بنعت الاشتياق وقد دخل الكل فى مظنة الخطاب لان الكل قد وقعوا فى بحار الذنوب حين لم يعرفوه حق معرفته ولم يعبدوه حق عبادته فدعاهم جميعا الى التطهير فى بحر رحمته حتى صاروا متطهرين من غرورهم بانهم عرفوه فاذا وصلوا الى الله عرفوا انهم لم يعرفوه فيأخذ الله بأيديهم بعد ذلك ويكرمهم بأنواع ألطافة ثم ان المسابقة انما تكون بعد القصد والطلب (وفى المثنوى)

كركران وكر شتابنده بود آنكه كوينده است يابنده بود

{ وجنة عرضها كعرض السماء والارض } اى كعرض سبع سموات وسبع ارضين لو وصل بعضها ببعض على أن يكون اللام فى السماء والارض للاستغراق واذا كان عرضها كذلك فما ظنك بطولها فان طول كل شىء اكثر من عرضه قال اسماعيل السدىرحمه الله لو كست السموات والارض وصرن خردلا فبكل خردلة لله جنة عرضها كعرض السموات والارض ويقال هذا التشبيه تمثيل للعباد بما يعقلون ويقع فى نفوسهم مقدار السموات والارض وتقديم المغفرة على الجنة لتقديم التخلية على التحلية { اعدت } هيئت { للذين آمنوا بالله ورسله } فيه دليل على ان الجنة مخلوقة بالفعل كما هو مذهب اهل السنة وان الايمان وحده كاف فى استحقاقها اذ لم يذكر مع الايمان شىء آخر ولكن الدرجات باعمال وفيه شىء فان الايمان بالرسل انما يكمل بالايمان بما فى ايديهم من الكتب الالهية والعمل بما فيها { ذلك } الذى وعد من المغفرة والجنة { فضل الله } وعطاؤه وهو ابتدآء لطف بلا علة { يؤتيه } تفضلا واحسانا { من يشاء } ايتاءه اياه من غير ايجاب لاكما زعمه اهل الاعتزال { والله ذو الفضل العظيم } ولذلك يؤتى من يشاء من ذلك الفضل الذى لاغاية ورآءه والمراد منه التنبيه على عطاء ان العظيم عظيم والاشارة الى ان أحدا لايدخل الجنة الا بفضل الله نبيا او وليا قال عليه السلام "خرج من عندى خليلى جبرآئيل عليه السلام آنفا فقال يا محمد والذى بعثك بالحق ان عبدا من عباد الله عبد الله خمسمائة سنة على رأس جبل يحيط به بحر فأخرج الله له عينا عذبة فى اسفل الجبل وشجرة رمان كل يوم تخرج رمانة فاذا أمسى نزل وأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام للصلاة فسأل ربه أن يقبض روحه ساجدا وأن لايجعل للارض ولا لشىء على جسده سبيلا على ان يبعثه الله وهو ساجد ففعل ونحن ونمر عليه اذا هبطنا واذا عرجنا وهو على حاله فى السجود قال جبريل فنحن نجد فى العلم انه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدى الله فيقول له الرب ادخلوا عبدى الجنة برحمتى فيقول العبد بل بعملى فيقول الله قايسوا عبدى بنعمتى عليه وبعمله فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة وبقيت عليه النعم الباقية بلا عبادة فى مقابلتها فيقول الله ادخلوا عبدى النار فيجر الى النار فينادى ويقول برحمتك ادخلنى الجنة فيقول الله ردوه الى فيوقف بين يديه فيقول عبدى من خلقك ولم تك شيئا فيقول أنت يارب فيقول أكان ذلك بعملك او برحمتى فيقول بل برحمتك فيقول من قواك على عبادة خمسمائة سنة فيقول أنت يارب فيقول من أنزلك فى الجبل وسط البحر وأخرج الماء العذب من بين المالح وأخرج لك رمانة كل ليلة وانما تخرج فى السنة مرة واحدة وسألتنى أن أقبضك ساجدا من فعل بك ذلك كله فيقول أنت يارب قال فذلك كله برحمتى وبرحمتى ادخلك الجنة"

جورويى بخدمت نهى بر زمين خدارا ثنا كوى وخودرا مبين
اميدى كه دارم بفضل خداست كه برسعى خود تيكه كردن خطاست
همين اعتمادم بيارىء حق اميدم بآمر زكارىء حق