التفاسير

< >
عرض

آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ
٧
-الحديد

روح البيان في تفسير القرآن

{ آمنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } روى ان الآية نزلت فى غزوة ذى العشيرة وهى غزوة تبوك وفى عين المعانى يحتمل الزكاة والنفقة فى سبيل الله والمعنى جعلكم الله خلفاء فى التصرف فيه من غير أن تملكوه حقيقة عبر عما بأيديهم من الاموال والارزاق بذلك تحقيقا للحق وترغيبا لهم فى الانفاق فان من علم انها لله وانه بمنزلة الوكيل والنائب بحيث يصرفها الى ما عينه الله من المصارف هان عليه الانفاق او جعلكم خلفاء من قبلكم فيما كان بايديهم بتوريثه اياكم فاعتبروا بحالهم حيث انتقل منهم اليكم وسينتقل منكم الى من بعدكم فلا تبخلوا به قال الشاعر

ويكفيك قول الناس فيما ملكته لقد كان هذا مرة لفلان

فلا بد من انفاق الاموال التى هى للغير وستعود الى الغير فكما ان الانفاق من مال الغير يهون على النفس اذا اذن فيه صاحبه فكذا من المال الذى على شرف الزوال

مكن تكيه برملك وجاء وحشم كه بيش ازتو بودست وبعد ازتوهم
خوروبوش وبخشاى وراحت رسان نكه مى جه دارى زبهر كسان
بخيل توانكر بدينار وسيم طلسم است بالاى كنجى مقيم
از ان سالهامى بماند زرش كه لرزد طلسم جنين برسرش
بسنك اجل ناكها بشكنند بآ سودكى كنج قسمت كنند

{ فالذين آمنوا منكم وانفقوا } حسبما امروا به (قال الكاشفى) ونفقه كردندمال خودرا بزكاة وجهاد وسائر خيرات { لهم } سبب ذلك { اجر كبير } مزدى بزرك وثوابى عظيم كه جنت ونعيم است، قال فى فتح الرحمن الاشارة فيه الى عثمان رضى الله عنه وحكمها باق يندب الى هذه الافعال بقية الدهر وفى التأويلات النجمية يخاطب كل واحد من المشايخ والعلماء ويأمرهم بالايمان بالله وبرسوله ايمانا كليا جامعا شرآئط الايمان الحقيقى الشهودى العيانى ويوصيهم بأفاضة علوم الوهب على مستحقيها وتعليم علوم الدارسة لمستعديها اذا العلماء فى العلوم الكسبية والمشايخ فى المعرفة والحكمة الوهبية خلفاء فيهما فعليهم أن ينفقوا على الطالبين المستحقين الذين ينفق الله ورسوله عليهم كما قال عليه السلام حكاية عن الله تعالى "انفق انفق عليك" وقال عليه السلام "لاتوك فيوكى عليك" وفى الحديث "من كتم علما يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار" ويشمل هذا الوعيد حبس الكتب عمن يطلبها للانتفاع بها لاسيما مع عدم التعدد لنسخها الذى هو أعظم اسباب المنع وكون المالك لايهدى لراجيه منها والابتلاء بهذا كثير كما فى المقاصد الحسنة للامام السخاوىرحمه الله فالذين آمنوا من روح القلب الايمان الشهودى وانفقوا من تلك العلوم الوهبية والكسبية على النفس وصفاتها بالارشاد الى موافقات الشرع ومخالفات الطبع وفى التسليك فى طريق السير والسلوك بالاتصاف بصفات الروحانية والانسلاخ عن صفات البشرية النفسانية لهم اجر كبير كما قال تعالى { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها
}