التفاسير

< >
عرض

إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلأَذَلِّينَ
٢٠
-المجادلة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان الذين يحادون الله ورسوله } اى يعادونهما ويخالفون أمرهما ويتعدون حدودهما ويفعلون معهما فعل من ينازع اخر فى ارض فيغلب على طائفة منها فيجعل لها حدا لايتعداه خصمه ولما كانوا لايفعلون ذلك الا لكثرة اعوانهم واتباعهم فيظن من رأهم انهم الآعزآء الذين لا أحد أعز منهم قال تعالى نافيا لهذا الغرور الظاهر { اولئك } الا باعد والاسافل بمافعلوا من المحادة { فى الاذلين } اى فى جملة من هو اذل خلق الله من الاولين والآخرين لاترى أحدا أذل منهم لان ذلة أحد المتخاصمين على مقدار عزة الآخر وحيث كانت عزة الله متناهية كانت ذلة من يحاده كذلك وذلك بالسبى والقتل فى الدنيا وعذاب النار فى الآخرة سوآء كانوا فارس والروم او اعظم منهم سوقة كانوا او ملوكا كفرة كانوا او فسقه