التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ
٨
-المجادلة

روح البيان في تفسير القرآن

{ الم تر الى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه } نزلت فى اليهود والمنافقين كانوا يتناجون فيما بينهم ويتحلقون ثلاثة وخمسة ويتغمازون بأعينهم اذا رأوا المؤمنين يريدون أن يغيظوهم فنهاهم رسول الله عليه السلام ثم عادوا لمثل فعلهم والخطاب للرسول والهمزة للتعجيب من حالهم وصيغة المضارع للدلالة على تكرر عودهم وتجدده واستحضار صورته العجيبة "قال الخدرى رضى الله عنه خرج عليه السلام ذات ليلة ونحن نتحدث فقال هذه النجوى ألم تنهوا عن النجوى فقلنا تبنا الى الله انا كنا فى حديث الدجال قال ألا اخبركم بما هو أخوف عليكم منه هو الشرك الخفى" يعنى المراآة { ويتناجون } وراز ميكويند { بالاثم والعدوان ومعصية الرسول } عطف على قوله { يعودون } داخل فى حكمه وبيان لما نهوا عنه لضرره فى الدين اى بما هو اثم فى نفسه وعدوان للمؤمنين وتواص بمعصية الرسول والعدوان الظلم والجور والمعصية خلاف الطاعة { واذا جاؤك } وجون برتو آنيد، يعنى اهل النجوى { حيوك } ترا تحيت وسلام كنند والتحية فى الاصل مصدر حياك على الاخبار من الحياة فمعنى حياك الله جعل لك حياة ثم استعمل للدعاء بها ثم قيل لكل دعاء فغلب فى الاسلام فكل دعاء تحية لكون جميعه غير خارج عن حصول حياة او سبب حياة اما فى الدنيا واما فى الآخرة { بما لم يحيك به الله } اى بشىء لم يقع من الله أن يحييك به فيقولون السام عليك والسام بلغة اليهود، مرك است ياقتل بشمشير، وهم يوهمون انهم يقولون السلام عليك وكان عليه السلام يرد عليهم فيقول عليكم بدن الواو ورواية وعليكم بالواو خطأ كذا فى عين المعانى او يقولون انعم صباحا وهو تحية الجاهلية من النعومة اى ليصر صاحبك ناعما لينا لابؤس فيه والله سبحانه يقول { وسلام على المرسلين } واختلفوا فى رد السلام على اهل الذمة فقال ابن عباس والشعبى وقتادة هو واجب لظاهر الامر بذلك وقال مالك ليس بواجب فان رددت فقل عليكم وقال بعضهم يقول فى الرد علاك السلام اى ارتفع عنك وقال بعض المالكية يقول فى الرد السلام عليك بكسر السين يعنى الحجارة { ويقولون فى انفسهم } اى فميا بينهم ا ذا خرجوا من عندك { لولا يعذبنا بما نقول } لولا تحضيضية بمعنى هلا اى هلا يعذبنا الله ويغضب علينا ويقهرنا بجرآءتنا على الدعاء بالشر على محمد لو كان نبيا حقا { حسبهم } بس است ايشانرا { جهنم } عذابا مبتدأ وخبر أى محسبهم وكافيهم جهنم فى التعذيب من أحسبه اذا كفاه { يصلونها } يدخلونها ويقاسون حر هالا محالة وان لم يعجل تعذيبهم لحكمة والمراد الاستهزآء بهم والاستخفاف بشأنهم لكفرهم وعدم ايمانهم { فبئس المصير } اى جهنم قال فى برهان القرءآن الفاء لما فيه من معنى التعقيب اى فبئس المصير ماصاروا اليه وهو جهنم انتهى.
قال بعض المفسرين وقوله ذلك من جلمة ماغفلوا عما عندهم من العلم فانهم كانوا اهل كتاب يعلمون ان بعض الانبياء قد عصاه امته وآذوه ولم يعجل تعذيبهم لحكمة ومصلحة علمها عند الله تعالى انتهى، ثم ان الله يستجيب دعاء رسول الله عليه السلام كما روى ان عائشة رضى الله عنها سمعت قول اليهود فقالت علكيم السام والذام واللعن فقال عليه السلام
"ياعائشة ارفقى فان الله يحب الرفق فى كل شىء ولا يحب الفحش والتفحش الا سمعت ومارددت عليهم فقلت عليكم فيستجاب لى فيهم" وقس عليه حال الورثة الكاملين فان أنفاسهم مؤثرة فمن تعرض لواجد منهم بالسوء فقد تعرض لسوء نفسه وفى البستان

كزيرى بجاهى در افتاده بود كه از هول او شير نرماده بود
همه شب زفرياد وزارى نخفت يكى برسرش كوفت سنكى وكفت
توهر كز رسيدى بفرياد كس كه ميخواهى امروز فريادرس
كه بر جان ريشت نهد مرهمى كه جانها بنالد زدستت همى
تومارا همى جاه كندى براه بسر لاجرم بر فتادى بجاه