التفاسير

< >
عرض

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
٤
-الحشر

روح البيان في تفسير القرآن

{ ذلك } اى ما حاق بهم وسيحيق { بأنهم } اى بسبب انهم { شاقوا الله ورسوله } خالفوا امرهما وفعلوا مما حكى عنهم من القبائح والمشاقة كون الانسان فى شق ومخالفه فى شق { ومن يشاق الله } كائنا من كان { فان الله شديد العقاب } له فهو نفس الجزآء بحذف العائد او تعليل للجزآء المحذوف اى يعاقبه الله فان الله شديد العقاب فاذا لهم عقاب شديد ايضا لكونهم من المشاقين وأيا ما كان فالشرطية تحقيق للسببية بالطريق البرهانى وفيه اشعار بأن المخالفة تقتضى المؤاخذة بقدر قوتها وضعفها فليحذر المؤمنون من العصيان مطلقا

همينست بسندست اكر بشنوى كه كرخار كارى سمن ندروى

اعلم ان الله الذى هو الاسم الاعظم جامع لجميع الاسماء الالهية المنقسمة الى الاسماء الجلالية القهرية والجمالية اللطيفة والتشاقق فيه استدعاء احد الشقين من التجليين الجمالى والجلالى بأن يطلب الطالب منه اللطف والجمال وهو ممن يستحق القهر والجلال لاممن يستحق اللطف والجمال فهو يستدعى من الحق شيأ لاتقتضى حكمته البالغة اعطاءه اياه وهو من قبيل التحكم الذى لايجوز بالنسبة الى الله تعالى كما قال تعالى { ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابته خير اطمأن به وان أصابه فتنة انقلب على وجهه } (قال الحافظ)

درين جمن نكنم سرزنش بخود رويى جنانكه برورشم ميدهند مى رويم

والمشاقة مع الرسول عليه السلام المنازعة فى حكمة وامره ونهيه مثل اسرار الصلوات الخمس واختلاف اعدادها وقرآءتها جهرا وسرا ومثل اسرار الزكاة واختلاف احكامها ومثل احكام الحج ومناسكه ونحن امرنا بمحض الامتثال والانقياد وما كلفنا بمعرفة اسرارها وحقائقها والنبى عليه السلام مع كمال عرفانه وجلال برهانه يقول ان أتبع الا مايوحى الى وقال نحن نحكم بالظواهر والله يعلم السرآئر وقوله { فان الله شديد العقاب } ومن شدة عقابه ابتلاء عبده بامتثال هذه الاشياء مع عدم تكليفه اياه بمعرفة حقائقها والمراد بالعقاب الاتعاب والا فالاحكام من قبيل الرحمة لا العذاب ولذا من قال هذه الطاعات جعلها الله علينا عذابا من غير تأويل كفر