التفاسير

< >
عرض

عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَٱللَّهُ قَدِيرٌ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٧
-الممتحنة

روح البيان في تفسير القرآن

{ عسى الله ان يجعل } شايد آنكه خداى تعالى بيدا كند { بينكم وبين الذين عاديتم منهم } اى من اقاربكم المشركين وعسى من الله وعد على عادة الملوك حيث يقولون فى بعض الحوآئج عسى ولعل فلا يبقى شبهة للمحتاج فى تمام ذلك وقال الراغب ذكر الله فى القرءآن عسى ولعل تذكرة ليكون الانسان منه على رجاء لاعلى أن يكون هو تعالى راجيا اى كونوا راجين فى ذلك والمعاداة والعداء باكسى دشمنى كردن { مودة } اى بأن يوافقوكم فى الدين وعدهم الله بذلك لما رأى منهم من التصلب فى الدين والتشدد فى معاداة آبائهم وابنائهم وسائر اقربائهم ومقاطعتهم اياهم بالكلية تطيبا لقلوبهم ولقد انجز وعده الكريم حين أباح لهم الفتح فأسلم قومهم كأبى سفيان وسهل بن عمرو وحكيم بن حزام والحارث ابن هشام وغيرهم من صناديد العرب وكانوا اعدآء أشد العداوة فتم بينهم من التحاب والتصافى ماتم { والله قدير } اى مبالغ فى القدرة فيقدر على تقليب القلوب وتغيير الاحوال وتسهيل اسباب المودة { والله غفور رحيم } فيغفر لمن اسلم من المشركين ويرحمهم بقلب معاداة قاربهم موالاة وقيل غفور لما فرط منكم فى موالاتهم من قبل ولما بقى فى قلوبكم من ميل الرحم قال ابن عطاءرحمه الله لاتبغضوا عبادى كل البغض فانى قادر على أن أنقلكم من البغض الى المحبة كنقلى من الحياة الى الموت ومن الموت الى النشور كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا انظر الى خالد بن الوليد وعكرمة بن أبى جهل قرأ { يخرج الحى من الميت } لانهما من خيار الصحابة وابواهما اعدى عدو لله ورسوله وكان بعضهم يبغض عكرمة ويسب أباه لما سلف منه من الأذى حتى ورد النهى عنه بقوله عليه السلام "لاتؤذوا الاحياء بسبب الاموات" فقلب الله ذلك محبة فكانوا اخوانا فى الله وفى الحديث "من نظر الى اخيه نظر مودة لم يكن فى قلبه احنه لم يطرف حتى يغفر الله له ماتقدم من ذنبه" وقال سقراط أثن على ذى المودة خيرا عند من لقيت فان رأس المودة حسن الثناء كما ان رأس العداوة سوء الثناء وعنه لاتكون كاملا حتى يأمنك عدوك فكيف بك اذا لم يأمنك صديقك قال داود عليه السلام اللهم انى اعوذ بك من مال يكون على فتنة ومن ولد يكون على ربا ومن حليلة تقرب المشيب واعوذ بك من جار ترانى عيناه وترعانى اذناه ان رأى خيرا دفنه وان سمع شرا طار به ومن بلاغات الزمخشرى محل المودة والاخاء حال الشدة دون الرخاء (قال الحافظ)

وفامجوى زكس ورسخن نمى شنوى بهرزه طالب سيمرغ وكيميامى باش