التفاسير

< >
عرض

يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ
٨
-الصف

روح البيان في تفسير القرآن

{ يريدون ليطفئوا نور الله } الاطفاء الاخماد وبالفارسية فروكشتن آتش وجراغ، اى يريدون أن يطفئوا دينه او كتابه او حجته النيرة واللام مزيدة لما فيها من معنى الارادة تأكيدا لها كما زيدت لما فيها من معنى الاضافة تأكيدا لها فى لا أبا لك او يريدون الافترآء ليطفئوا نور الله وقال الراغب فى المفردات الفرق ان فى قوله تعالى { يريدون أن يطفئوا نور الله } يقصدون اخفاء نور الله وفى قوله تعالى { ليطفئوا } يقصدون امرا يتوصلون به الى اطفاء نور الله { بافواههم } بطعنهم فيه وبالفارسية بدهنهاى خود يعنى بكفتار نابسنديده وسختان بى ادبانه، مثلث حالهم بحال من ينفخ فى نور الشمس ليطفئه { والله متم نوره } اى مبلغه الى غايته بنشره فى الآفاق واعلائه جلمة حالية من فاعل يريدون او يطفئوا { ولو كره الكافرون } اتمامه ارغاما لهم وزيادة فى مرض قلوبهم ولو بمعنى ان وجوابه محذوف اى وان كرهوا ذلك فالله يفعله لا محالة (قال الكشافى) وكراهت ايشانرا اثرى نيست در اطفاى جراغ صدق وصواب همجون ارادت خفاش كه غير موثر است درنابودن آفتار.

شب بره خواهد كه نبود آفتاب تاببند ديده او مرزو بوم
دست قدرت هر صباحى شمع مهر مى فروزد كورى خفاش شوم

(وفى المثنوى)

شمع حق را بف كنى تواى عجوز هم توسوزى هم سرت اى كنده بوز
كمى شود دريا زبور سك نجس كى شود خورشيد از يف منطمس
هركه بر شمع خدا آرد بفو شمع كى ميرد بسوزد بوز او
جون تو خفاشان بسى بينند خواب كين جهان مانده يتيم از آفتاب
اى بريده آن لب وحلق ودهان كه كند تعف سوى مه يا آسمان
تف برويش باز كردد بى شكى تف سوى كردون نيابد مسلكى
تا قيامت تف بر وبار دز رب همجون تبت بر روان بو لهب

قال ابن الشيخ اتمام نوره لما كان من اجل النعم كان استكراه الكفار اياه اى كافر كان من اصناف الكفرة غاية فى كفران النعمة فلذلك اسند كراهة اتمامه الى الكافرين فان لفظ الكافر أليق بهذا المقام واما قوله { ولو كره المشركون } فانه قد ورد فى مقابلة اظهار دين الحق الذى معظم اركانه التوحيد وابطال الشرك وكفار مكة كارهون له من اجل انكارهم للتوحيد واصرارهم على الشرك فالمناسب لهذا المقام التعرض لشركهم لكونه العلة فى كراهتهم الدين لحق قال بعضهم جحدوا ما ظهر لهم من صحة نبوة النبى عليه السلام وانكروه بالسنتهم واعرضوا عنه بنفوسهم فقيض الله لقبوله انفسا اوجدها على حكم السعادة وقلوبا زينها بأنوار المعرفة واسرارا نورها بالتصديق فبذلوا له المهج والأموال كالصديق والفاروق واجلة الصحابة رضى الله عنهم.
يقول الفقير هكذا احوال ورثة النبى عليه السلام فى كل زمان فان الله تعالى تجلى لهم بنور الازل والقدم فكرهه المنكرون وأرادوا أن يطفئوه لكن الله اتم نوره وجعل لاهل تجليه اصحابا واخوانا يذبون عنهم وينفذون امورهم الى أن يأتيهم امر الله تعالى ويقضوا نحبهم وفى الآية اشارة الى ان النفس لابد وأن تسعى فى ابطال نور القلب واطفائه لان النفس والهوى من المظاهر القهرية الجلالية المنسوبة الى اليد اليسرى والروح والقلب من المظاهر الجمالية اللطيفة المنسوبة الى اليد اليمنى كماجاء فى الحديث (الربانى)
"ان الله مسح يده اليمنى على ظهر آدم الأيمن فاستخرج منه ذرارى كالفضة البيضاء وقال هؤلاء للجنة ومسح يده اليسرى على ظهر آدم الأيسر فاستخرج منه كالحممة السوداء وقال هؤلاء للنار" فلا بد للنفس من السعى فى اطفاء نور القلب وللقلب ايضا من السعى فى اطفاء نار النفس ولو كره الكافرون الساترون القلب بالنفس الزارعون بذر النفس فى ارض القلب