التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ
٩
-الصف

روح البيان في تفسير القرآن

{ هو الذى ارسل رسوله } محمد صلى الله عليه وسلم { بالهدى } بالقرءآن او بالمعجزة فالهدى بمعنى مابه الاهتدآء الى الصراط المستقيم { ودين الحق } والملة الحنيفية التى اختارها لرسوله ولامته وهو من اضافة الموصوف الى صفته مثل عذاب الحريق { ليظهره على الدين كله } ليجعله ظاهرا اى عاليا وغالبا على جميع الأديان المخالفة له { ولو كره المشركون } ذلك الاظهار ولقد انجز الله وعده حيث جعله بحيث لم يبق دين من الأديان الا وهومغلوب مقهور بدين الاسلام فليس المراد انه لايبقى دين آخر من الأديان بل العلو والغلبة والأديان خمسة اليهودية والنصرانية والمجوسية والشرك والاسلام كما فى عين المعانى للسجاوندى وقال السهيلى فى كتاب الامالى فى بيان فائدة كون ابواب النار سبعة وجدنا الاديان كما ذكر فى التفسير سبعة واحد للرحمن وستة للشيطان فالتى للشيطان اليهودية والنصرانية والصابئية وعبادة الاوثان والمجوسية وامم لاشرع لهم ولايقولون بنبوة وهم الدهرية فكأنهم كلهم على دين واحد أعنى الدهرية وكل من لايصدق برسول فهؤلاء ستة اصناف والصنف السابع هو من اهل التوحيد كالخوارج الذين هم كلاب النار وجميع اهل البدع المضلة والجبابرة الظلمة والمصرون على الكبائر من غير توبة ولا استغفار فان فيهم من ينفذ فيه الوعيد ومنهم من يعفو الله عنه فهؤلاء كلهم صنف واحد غير انه لايحتم عليهم بالخلود فيها فهؤلاء سبعة اصناف ستة مخلدون فى النار وصنف واحد غير مخلد وهم منتزعون يوم القيامة من اهل دين الرحمن ثم يخرجون بالشفاعة فقد وافق عدد الابواب عدد هذه الاصناف وتبينت الحكمة فى ذكرها فى القرءآن لما فيها من التخويف والارهاب فنسأل الله العفو العافية والمعافاة وفى بعض التفاسير الاشراك هو اثبات الشريك لله تعالى فى الالوهية سوآء كانت بمعنى وجوب الوجود او استحقاق العبادة لكن اكثر المشركين لم يقولوا بالاول لقوله تعالى { لئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله } فقد يطلق ويراد به مطلق الكفر بناء على ان الكفر لايخلو عن شرك مايدل عليه قوله تعالى { ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك } فان المعلوم فى الدين انه تعالى لايغفر كفر غير المشركين المشهورين من اليهود والنصارى فيكون المراد لايغفر أن يكفر به وقد يطلق ويراد به عبدة الاصنام وغيرها فان أريد الاول فى قوله { ولو كره المشركون } يكون ايراده ثانيا لوصفهم بوصف قبيح آخر وان أريد الثانى فلعل ايراد الكافرين اولا لما ان اتمام الله نوره يكون بنسخ غير الاسلام والكافرون كلهم يكرهون ذلك وايراد المشركين ثانيا لما ان اظهار دين الحق يكون باعلاء كلمة الله واشاعة التوحيد المنبىء عن بطلان الآلهة الباطلة وأشد الكارهين لذلك المشركون والله اعلم بكلامه.
وفى التأويلات النجمية هو الذى ارسل رسول القلب الى امة العالم الاصغر الذى هو المملكة الانفسية الاجمالية المضاهية للعالم الاكبر وهو المملكة الآفاقية التفصيلية بنور الهداية الازلية ودين الحق الغالب على جميع الأديان وهو الملة الحنيفية السهلة السمحاء ولو كره المشركون الذين اشركوا مع الحق غيره وما عرفوا ان الغير والغيرية من الموهومات التى اوجدتها قوة الوهم والا ليس فى الوجود الا الله وصفاته انتهى (قال الكمال الخجندى)

له فى كل موجود علامات وآثار دو عالم برزمعشوقست كويك عاشق صادق

(وقال المولى الجامى)

كرتويى جمله در فضاى وجود هم خود انصاف ده بكو حق كو
درهمه اوست بيش جشم شهود جيست بندارى هستىء من وتو

يقول الفقير هذه الكلمات المنبئة عن وحدة الوجود قد اتفق عليها اهل الشهود قاطبة فالطعن لواحد منهم بأنه وجودى طعن لجميعهم وليس الطعن الا من الحجاب الكثيف والجهل العظيم والا فالامر اظهر على البصير