التفاسير

< >
عرض

ٱتَّخَذُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٢
-المنافقون

روح البيان في تفسير القرآن

{ اتخذوا } اى المنافقون { ايمانهم } الفاجرة التى من جملتها ماحكى عنهم لان الشهادة تجرى مجرى الحلف فيما يراد به من التوكيد وبه استشهد ابو حنيفةرحمه الله على أن اشهد يمين واليمين فى الحلف مستعار من اليمين التى بمعنى اليد اعتبارا بما يفعله المحالف والمعاهد عنده واليمين بالله المصادقة جائزة وقت الحاجة صدرت من النبى عليه السلام كقوله والله والذى نفسى بيده ولكن اذا لم يكن ضرورة قوية يصان اسم الله العزيز عن الابتذال { جنة } اى وقاية وترسا عما يتوجه اليهم من المؤاخذة بالقتل والسبى او غير ذلك واتخاذها جنة عبارة عن اعدادهم وتهيئتهم لها الى وقت الحاجة ليحلفوا بها ويتخلصوا من المؤاخذة لاعن استعمالها بالفعل فان ذلك متأخر عن المؤاخذة المسبوقة بوقوع الجناية واتخاذ الجنة لابد أن يكون قبل المؤآخذة وعن سببها ايضا كما يفصح عنه الفاء فى قوله { فصدوا عن سبيل الله } يقال صده عن الامر صدا اى منعه وصرفه وصد عنه صدودا اى اعرض والمعنى فمنعوا وصرفوا من أراد الدخول فى الاسلام بأنه عليه السلام ليس برسول ومن أراد الانفاق فى سبيل الله بالنهى عنه ما سيحكى عنهم ولاريب فى أن هذا الصد منهم متقدم على حلفهم بالفعل واصل الجن ستر الشىء عن الحاسة يقال جنه الليل واجنه والجنان القلب لكونه مستورا عن الحاسة والمجن والجنة الترس الذى يجن صاحبه والجنة كل بستان ذى شجر يستر بأشجاره الارض { انهم ساء ما كانوا يعملون } اى ساء الشىء الذى كانوا يعملونه من النفاق والصد والاعراض عن سبيله تعالى فى ساء معنى التعجب وتعظيم امرهم عند السامعين