التفاسير

< >
عرض

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ
٣
-المنافقون

روح البيان في تفسير القرآن

{ ذلك } القول الشاهد بأنهم اسوأ لناس اعمالا وبالفارسية اين حكم حق ببدى أعمال ايشان { بأنهم } اى بسبب انهم { آمنوا } اى نطقوا بكلمة الشهادة كسائر من يدخل الاسلام { ثم كفروا } اى ظهر كفرهم بما شوهد منهم من شواهد الكفر ودلائله من قولهم ان كان مايقوله محمد حقا فنحن حمير وقولهم فى غزوة تبوك أيطمع هذا الرجل أن يفتح له قصور كسرى وقيصر هيهات فثم للتراخى او كفروا سرا فثم للاستبعاد ويجوز أن يراد بهذه الآية اهل الردة منهم كما فى الكشاف { فطبع الله على قلوبهم } ختم عليها يعنى مهر نهاده شد، حتى تمرنوا على الكفر واطمأنوا به وصارت بحيث لايدخلها الايمان جزآء على نفاقهم ومعاقبة على سوء افعالهم فليس لهم ان يقولوا ان الله ختم على قلوبنا فكيف نؤمن والطبع أن يصور الشىء بصورة ما كطبع السكة وطبع الدراهم وهو أعم من الختم واخص من النقش كما فى المفردات { فهم لايفقهون } حقيقة الايمان ولا يعرفون حقيقته اصلا كما يعرفه المؤمنون والفقه لغة الفهم واصطلاحا علم الشريعة لانه الاصل فيما يكتسب بالفهم والدراية وان كان سائر العلوم ايضا لاينال الا بالفهم دل الكلام على ان ذكر بعض مساوى العاصى عند احتمال الفائدة لايعد من الغيبة المنهى عنها بل قد يكون مصلحة مهمة على ماروى عنه عليه السلام اذكروا الفاجر بما فيه كى يحذره الناس وفى المقاصد الحسنة ثلاثة ليست لهم غيبة الامام الجائر والفاسق المعلن بفسقه والمبتدع الذى يدعو الناس الى بدعته وقال القاشانى ذلك بسبب انهم آمنوا بالله بحسب بقية نور الفطرة والاستعداد ثم كفروا اى ستروا ذلك النور بحجب الرذآئل وصفات نفوسهم فطبع على قلوبهم برسوخ تلك الهيئات وحصول الرين من المسكوبات فحجبوا عن ربهم بالكلية فهم لايفهمون منعى الرسالة ولا علم التوحيد والدين