التفاسير

< >
عرض

وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَولَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ
١٢
-التغابن

روح البيان في تفسير القرآن

{ واطيعوا الله } اطاعة العبد لمولاه فيما يأمره { واطيعوا الرسول } اطاعة الامة لنبيها فيما يؤديه عن الله اى لا يشغلنكم المصائب عن الاشتغال بطاعته والعمل بكتابه وعن الاشتغال بطاعة الرسول واتباع سنته وليكن جل همتكم في السرآء والضرآء العمل بما شرع لكم قال القاشانى وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول على حسب معرفتكم بالله وبالرسول فان اكثر التخلف عن الكمال والوقوع فى الخسران والنقصان انما يقع من التقصير فى العمل وتاخر القدم لا من عدم النظر كرر الامر للتأكيد والايذان بالفرق بين الطاعتين فى الكيفية وتوضيح مورد التولى فى قوله { فان توليتم } اى اعرضتم عن اطاعة الرسول { فانما على رسولنا البلاغ المبين } تعليل للجواب المحذوف اى فلا بأس عليه اذما عليه الا التبليغ المبين وقد فعل ذلك بما لا مزيد عليه واظهار الرسول مضافا الى نون العظمة فى مقام اضماره لتشريفه عليه السلام والاشعار بمدار الحلم الذى هو كون وظيفته عليه السلام محض البلاغ ولزيادة تشنيع التولى عنه وفى التأويلات النجمية أطيعوا الله بتهيئة الاسباب بمظهرية ذاته وصفاته واطيعوا الرسول بتحصيل القابلية لمظهرية احكام شريعته الظاهرة وآداب طريقته الباطنة فان اعرضتم عن تهيئة الاسباب والاستعداد وتصفية هذين الامرين الكليين بالاقبال على الدنيا والاستهلاك فى بحر شهواتها فانما على رسولنا البلاغ المبين وعليكم العذاب المهين.