التفاسير

< >
عرض

فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
١٦
-التغابن

روح البيان في تفسير القرآن

{ فاتقوا الله ما استطعتم } اى ابذلوا فى تقواه جهدكم وطاقتكم قال بعضم اى ان علمتم ذلك وانتصحتم به فاتقوا ما يكون سببا لمؤاخذة الله اياكم من تدبير امورهما ولا ترتكبوا ما يخالف امره تعالى من فعل او ترك وهذه الآية ناسخة لقوله تعالى { اتقوا الله حق تقاته } لما اشتد عليهم بان قاموا حتى ورمت اقدامهم وتقرحت جباههم فنزلت تيسيرا لعباد الله وعن ابن عباس رضى الله عنهما انها آية محكمة لا ناسخة فيها لعله رضى الله عنه جمع بين الآيتين بأن يقول هنا وهنالك فاتقوا الله حق تقاته ما استطعتم واجتهدوا فى الاتصاف به بقدر طاقتكم فانه لا يكلف الله نفسا الا وسعها وحق التقوى ما يحسن أن يقال ويطلق عليه اسم التقوى وذلك لا يقتضى أن يكون فوق الاستطاعة وقال ابن عطاءرحمه الله هذا لمن رضى عن الله بالثواب فاما من لم يرض عنه الا به فان خطابه فاتقوا الله حق تقاته أشار رضى الله عنه الى الفرق بين الابرار والمقربين فى حال التقوى فقوله تعالى { فاتقوا الله ما استطعتم } ناظر الى الابرار وقوله تعالى { اتقوا الله حق تقاته } ناظر الى المقربين فان حالهم الخروج عن الوجود المجازى بالكلية وهو حق التقوى وقال القاشانى فاتقوا الله فى هذه المخالفات والآفات فى مواضع البليات مااستطعتم بحسب مقامكم ووسعكم على قدر حالكم ومرتبتكم قال السرى قدس سره المتقى من لا يكون رزقه من كسبه. ودر كشف الاسرار آورده كه دريك آيت اشارت ميكند بواجب امر ودرديكرى بواجب حق جون واجب امر بيامد واجب حق را رقم نسخ بركشيد زيراكه حق بنده راكه مطالبت كند بواجب امر كند تافعل اودر دائره عفو داخل تواندشد واكراورا بواجب حق بكيرد طاعت ومعصيت هزار ساله آنجا يكرنك دارد

بى نيازى بين واستغنانكر خواه مطرب باش وخواهى نوحه كر

اكرهمه انبيا واولياء بهم آيند آن كيست كه طاقت آن داردكه بحق اوجل جلاله قيام نمايد ياجبوا حق اوباز دهد امر او متناهيست اما حق او متناهى نيست زيرا كه بقاى امر ببقاى تكليف است وتكليف درد نياست كه سراى تكليف است اما بقاى حق ببقاى ذاتست وذات متناهى نيست بس حق متناهى نيست واجب امر برخيزداما واجب حق برتخبزد دنيا دركذرد ونوبت امر باوى در كذرد اما نوبت حق نفر كز در نكذرد امروز هركسى را سودايى درسرست كه درا مر مى نكرند انبيا ورسول بنبوت ورسالت خونش مى نكرند فرشتكان بطاعت وعبادت خود مى نكرند مؤحدان ومجتهدان ومؤمنان ومخلصان بتوحيد وايمان واخلاص خويش مى نكرند فردا جون سرادقات حق ربوبيت باز كشند انبيا باكمال حال خويش حديث علم خود طى كنند كويند لا علم لنا ملائكة ملكوت صومعه اى عبادت خود آتش درزنند كه ما عبد ناك حق عبادتك عارفان وموحدان كيوند ما عرفناك حق معرفتك { واسمعوا } مواعظه { واطيعوا } اوامره { وانفقوا } مما رزقكم فى الوجوه التى امركم بالانفاق فيها خالصا لوجهه عن ابن عباس رضى الله عنهما ان المراد انفاق الزكاة والظاهر العموم وهو مندرج فى الاطاعة ولعل افراده بالذكر لما ان الاحتياج اليه كان اشد حينئذ وان المال شقيق الروح ومحبوب النفس ومن ذلك قدم الاموال على الاولاد فى المواضع حتى قال الامام الغزالىرحمه الله انه قد يكون حب المال من اسباب سوء العاقبة فانه اذا كان حب المال غالبا على حب الله فحين علم محب المال ان الله يفرقه عن محبوب عقد فى قلبه البغض لله نعوذ بالله من ذلك وهذا كما ترى ان احدا اذا احب دنياه حبا غالبا على حب ابنه فلو قصد الابن أن يأخذها منه لأبغض الابن واحب هلاكه { خير لانفسكم } خبر لكان المقدر جوابا للاوامر اى يكن خيرا لأنفسكم او مفعول لفعل محذوف اى ائتوا وافعلوا خيرا لأنفسكم واقصدوا ما هو أنفع لها وهو تأكيد للحث على امتثال هذه الاوامر وبيان لكون الامور المذكورة خيرا لأنفسهم من الاموال والأولاد وما هم عاكفون عليه من حب الشهوات وزخارف الدنيا { ومن يوق شح نفسه } اى ومن يقه الله ويعصمه من بخل نفسه الذى هى الرذيلة المعجونة فى طينة النفس وقد سبق بيانه فى سورة الحشر وبالفارسية وهركه نكاه داشت ازبخل نفس خود يعنى حق خدا يرا امساك نكند ودر راه وى بذل مى نمايد. وهو مجهول مجزوم الآخر بمن الشرطية من الوقاية المتعدية الى المفعولين وشح مفعول ثان له باق على النصب والاول ضمير من القائم مقام الفاعل { فاولئك هم المفلحون } الفائزون بكل مرام وفى الحديث "كفى بالمرء من الشح أن يقول آخذ حقى لا اترك منه شيئا" وفى حديث الاصمعى أتى اعرابى قوما فقال لهم هذا فى الحق او فيما هو خير منه قالوا وما خير من الحق قال التفضل والتغافل افضل من اخذ الحق كله كذا فى المقاصد الحسنة (روى) عن النبى عليه السلام انه كان يطوف بالبيت فاذا رجل متعلق باستار الكعبة وهو يقول "برحمة هذا البيت الا غفرت لى" وقال عليه السلام "وما ذنبك صفه لى" قال هو اعظم من ان اصفه لك قال "ويحك ذنبك اعظم ام الارضون" قال بل ذنبى يا رسول الله قال "ويحك ذنبك اعظم ام الجبال" قال بل ذنبى يا رسول الله قال "فذنبك اعظم ام السموات" قال بل ذنبى قال "فذنبك اعظم ام العرش" قال بل ذنبى اعظم قال "فذنبك اعظم ام الله" قال بل الله اعظم واعلى قال "ويحك صف لى ذنبك" قال يا رسول الله انى ذو ثروة من المال وان السائل ليأتينى ليسألنى فكأنما يستقبلنى بشعله من النار فقال عليه السلام "عنى"
يعنى دورشو ازمن. لا تحرقنى بنارك فهو الذى بعثنى بالهداية والكرامة لو قمت بين الركن والمقام ثم بكيت ألفى عام حتى تجرى من دموعك الانهار وتسقى بها الاشجار ثم مت وأنت لئيم لكبك الله فى النار اما علمت ان البخل كفر وان الكفار فى النار ويحك أما علمت ان الله يقول { ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه } { ومن يوق شح نفسه فأولئك المفلحون }

فروماند كاترا درون شادكن زروز فرو ماندكى ياد كن
نه خواهنده بر در ديكران بشكرانه خواهنده ازدر مران

وفى الآية اشارة الى ان الانفاق على الغير علما او مالا انفاق على نفسك بالحقيقة كنفس واحدة لانتفاء الغيرة فى الاحدية وان من وفق لانفاق الوجود المجازى فى الله فاز بالموجود الحقيقى من الله تعالى.