التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
٥
-التغابن

روح البيان في تفسير القرآن

{ ألم يأتكم } أيها الكفرة والالف للاستفهام ولم للجحد ومعناه التحقيق { نبأ الذين كفروا } اى خبر قوم نوح ومن بعدهم من الامم المصرة على الكفر { من قبل } اى قبلكم فيكون متعلقا بكفروا او قبل هذا الوقت او هذا العصيان والمعاداة فيكون ظرفا لألم يأتكم { فذاقوا وبال امرهم } عطف على كفروا والذوق وان كان فى التعارف للقليل لكنه مستصلح للكثير والوبال الثقل والشدة المترتبة على امر من الامور والوبل المطر الثقيل القطار مقابل الطل وهو المطر الخفيف وامرهم كفرهم فهو واحد الامور عبر عنه بذلك للايذان بأنه امر هائل وجناية عظيمة والمعنى فذاقوا فى الدنيا من غير مهلة ما يستتبعه كفرهم من الضرر والعقوبة واحسوه احساس الذآئق المعطوم يعنى بس جشيدن كران بارئ خود ودشوارئ سر انجام خويش وضرر كفر وعقوبت اودردنيا بغرق وريح صرصر وعذاب يوم الظلة وامثال آن. وفى ايراد الذوق رمز الى ان ذلك المذوق العاجل شئ حقير بالنسبة الى ما سيرون من العذاب الآجل ولذلك قال تعالى { ولهم } فى الآخرة { عذاب أليم } اى مؤلم لا يقادر قدره وفيه اخبار بأن ما أصابهم فى الدنيا لم يكن كفارة لذنوبهم والا لم يعذبوا فى الآخرة بخلاف المؤمنين فان ما أصابهم فى الدنيا من الآلام والاوجاع والمصائب كفارة لذنوبهم على ما ورد فى الاخبار الصحيحة.