التفاسير

< >
عرض

ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ
١٠
-التحريم

روح البيان في تفسير القرآن

{ ضرب الله مثلا للذين كفروا } ضرب المثل فى امثال هذه المواضع عبارة عن ايراد حالة غريبة ليعرف بها حالة اخرى مشاكلة لها فى الغرابة اى يجعل الله مثالا لحال هؤلاء الكفرة حالا ومآلا على ان مثلا مفعول ثان لضرب واللام متعلقة به { امرأة نوح وامرأة لوط } اى حالهما مفعوله الاول اخر عنه ليتصل به ما هو شرح وتفسير لحالهما ويتضح بذلك حال هؤلاء وامرأة نوح هى واعلة بالعين المهمله او والعة وامراة لوط هى واهلة بالهاء { كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين } بيان لحالهما الداعية لهما الى الخير والصلاة والمراد بكونهما تحتهما وكونهما فى حكمهما وتصرفهما بعلاقة النكاح والزواج وصالحين صفة عبدين اى كانتا تحت نكاح نبيين وفى عصمة رسولين عظيمين الشان متمكنتين من تحصيل خير الدنيا والآخرة وخيازة سعادتهما واظهار العبدين المراد بهما نوح ولوط لتعظيمهما بالاضافة التشريفية الى ضمير التعظيم والوصف بالصلاح والا فيكفى أن يقول تحتهما وفيه بيان شرف العبودية والصلاح { فخانتاهما } بيان لما صدر عنهما من الجناية العظيمة مع تحقق ما ينفيها من صحبة النبى والخيانة ضد الامانة فهى انما تقال اعتبارا بالعهد والامانة اى فخانتاهما بالكفر والنفاق والنسبة الى الجنون والدلالة على الاضياف ليتعرضوا لهم بالفجور لا بالبغاء فانه ما بغت امرأة نبى قط فالبغى للزوجة شد فى ايراث الانفة لاهل العار والناموس من الكفر وان كان الكفر اشد منه فى أن يكون جرما يؤاخذ به العبد يوم القيامة وهذا تصوير لحالهما المحاكية لهؤلاء الكفرة فى خيانتهم لرسول الله عليه السلام بالكفر والعصيان مع تمكنهم التام من الايمان والطاعته { فلم يغنيا } الخ بيان لما ادى اليه خيانتهما اى فلم يغن النبيان { عنهما } اى عن تينك المرأتين بحق الزواج { من الله } اى من عذابه تعالى { شيئا } من الاغناء اى لم يدفعا العذاب عنهما زن نوح غرق شد بطوفان وبر سرزن لوط سنك باريد { وقيل } لهما عند موتهما او يوم القيامة وصيغة المضى للتحقق قاله الملائكة الموكلون بالعذاب { ادخلوا النار مع الداخلين } اى مع سائر الداخلين من الكفرة الذين لا وصلة بينهم وبين الاولياء ذكر بلفظ المذكر لانهن لا ينفردن بالدخول واذا اجتمعا فالغلبة للذكور وقطعت هذه الآية طمع من يرتكب المعصية أن ينفعه صلاح غيره من غير موافقة له فى الطريقة والسيرة وان كان بينه وبينه لحمة نسب او وصلة صهر قال القاشانى الوصل الطبيعية والاتصلات الصورية غير معتبرة فى الامور الاخروية بل المحبة الحقيقية والاتصالات الروحانية هى المؤثرة فحسب والصورية التى بحسب اللحمية الطبيعية والخلط والمعاشرة لا يتبقى لها اثر فيما بعد الموت اذ لا انساب بينهم يوم القيامة وقس عليه النسب الباطنى فان جميع القوى الخيرية والشريرة وان تولدت من بين زوجى الروح والجسد لكن الشريرة ليست من اهل الروح فى الحقيقة مثل ولد نوح فكل من السعدآء والاشقياء مفترقون فىالدارين

جه نسبت است برندى صلاح وتقويرا سماع وعظ كجا نغمه رباب كجا