التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَعْتَذِرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٧
-التحريم

روح البيان في تفسير القرآن

{ يا أيها الذين كفروا } اى يقال لهم عند ادخال الملائكة اياهم النار حسبما امر وابه يعنى جون زبانيه كافران رابكناه دوزخ آرند ايشان آغاز اعتذار كرده داعية خلاصى نمايند بس حق تعالى باملائكة كويد يا ايها الذين كفروا { لا تعتذروا اليوم } اى فى هذا اليوم يعنى عذر مكوييد امر وزكه عذر مقبول نيست وفائده نخواهد داد.
قال القاشانى اذ ليس بعد خراب البدن ورسوخ الهيئات المظلمة الا الجزآء على اعمال لامتناع الاستكمال ثمه والاعتذار بالفارسية عذر خواستن.
يقال اعتذرت الى فلان من جرمى ويعدى بمن والمعتذر قد يكون محقا وغير محق قال الراغب العذر تحرى الانسان ما يمحو به وذلك ثلاثة اضرب ان يقول لم أفعل او يقول فعلت لاجل كذا فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا او يقول فعلت ولا أعود ونحو ذلك وهذا الثالث هو التوبة فكل توبة عذر وليس كل عذر توبة واعتذرت اليه اتيت بعذر وعذرته قبلت عذره { انما تجزون ما كنتم تعملون } فى الدنيا من الكفر والمعاصى بعد ما نهيتم عنها اشد النهى وامرتم بالايمان والطاعة فلا عذر لكم قطعا أى حقيقة وانهى عن الاتيان بما هو عذر صورة رقى حسبانهم وفى بعض التفاسير لا تعذروا اليوم لما انه ليس لكم عذر يعتد به حتى يقبل فينفعكم وهذا النهى لهم ان كان قبل مجيئ الاعتذار منهم فيوافق ظاهر قوله تعالى
{ ولا يؤذن لهم فيعتذرون } وان كان بعده فيؤول هذا القول وقال لا يؤذن لهم أن يتموا اعتذارهم ولا يسمع اليه وفى التأويلات النجمية قل للذين ستروا الحق بالباطل وحجبوا عن شهود الحق فى الدنيا لا تطلبوا مشاهدة الحق فى الآخرة انما تكافأون بعدم رؤية الحق اليوم لعدم رؤيتكم له فى يوم الدنيا كما قال { ومن كان فى هذه اعمى فهو فى الآخرة اعمى واضل سبيلا } انتهى.
قال بعض العارفين لا يتحسر يوم القيامة على فوات الاعمال الصالحة الا العامة اما العارفون فلا يرون لهم عملا يتحسرون على فواته بل ولا يصح الفوات ابدا انما هى قسمة عادلة يجب على كل عبد الرضى بها وقول الانسان أنا مقصر فى جنب الله هو من باب هضم النفس لا حقيقة اذ لا يقدر احد أن ينقص مما قسم له ذرة ولا يزيد عليه ذرة فلا يصح الندم الا فى عمال توهم العبد انهاله ثم فوتها وذلك لا يقوله عارف (مصراع) در دائره قسمت من نقطه تسلم.