التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ
١٢
-الملك

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان الذين يخشون ربهم بالغيب } اى يخافون عذابه وهو عذاب يوم القيامة ويوم الموت ويوم القبر خوفا ورآء عيونهم حال كون ذلك العذاب غائبا عنهم ولم يعاينوه بعد على ان بالغيب حال من المضاف المقدر او غائبين عنه تعالى اى عن معاينة عذابه واحكام الآخرة او عن اعين الناس لانهم ليسوا كالمنافقين الذين اذا لقوا المؤمنين قالوا آمنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤون على انه حال من الفاعل وهو ضمير يخشون او بما خفى منهم وهو قلوبهم فالباء للاستعانة متعلقة بيخشون والالف واللام اسم موصول وكانوا يشمون من كبد أبى بكر الصديق رضى الله عنه رآئحة الكبد المشوى من شد الخوف من الله تعالى وكان عليه السلام يصلى ولصدره ازيز كأزيز المرجل من البكاء والأزيز الغليان وقيل صوته والمرجان قدر من نحاس { لهم مغفرة } عظيمة تأتى على جميع ذنوبهم ولما كان السرور انما يتم بالاعطاء قال { واجر كبير } اى ثواب عظيم فى الآخرة فضلا منه تعالى يكون لهم به من الاكرام ما ينسيهم ما قاسوه فى الدنيا من شدآئد الآلام وتصغر فى جنبه لذآئذ الدنيا وهو الجنة ونعميها.
كفته انديمنى از وشدايد ومكاره يعنى مزد ثرسندكان امان باشد ازهر جه مى ترسند

لا تخافوا مزده ترسنده است هركه مى ترسد مبارك بنده است
خوف وخشيت خاص دانايان بود هركه دانا نيست كى ترسان بود
ترسكارى رستكارى آورد هركه درد آرد عوض درمان بود

فلا بد من العقل اولا حتى يحصل الخوف ثانيا وكان بعض الاكاسرة وكانوا اعقل الملوك يرتب واحدا يكون ورآءه بالقرب منه يقول اذا اجتمعت جنوده انت عبد لا يزال يكرر ذلك والملك يقول له كلما قاله نعم وهكذا حال من يعرف مكر النفس ويخاف الله بقلبه قال مسروق ان المخافة قبل الرجاء فان الله تعالى خلق جنة ونارا فلن تخلصوا الى الجنة حتى تمروا بالنار قال تعالى { وان منكم الا واردها } قال فضيل قدس سره اذا قيل لك اتخاف الله فاسكت فانك اذا قلت لا فقد جئت بأمر عظيم واذا قلت نعم فالخائف لا يكون على ما أنت عليه ألا ترى ان الله تعالى لما اتخذ ابراهيم عليه السلام خليلا ألقى فى قلبه الوجل حتى ان خفقان قلبه يسمع من بعيد كما يسمع خفقان الطير فى الهوآء وقيل لفضيل بم بلغ بك الخوف الذى بلغ قال بقلة الذنوب فللخوف اسباب واول الامر العقل السليم ثم يحصل كما له بترك العصيان وذلك ان ترك المعصية وان كان نتيجة الخوف لكن القلب يترقى فى الرقة بترك المعصية فيشتد خوفه فقاسى القلب لا يعرف الخوف لان عقله ضعيف مغلوب يقال العقل كالبعل والنفس كالزوجة والجسم كالبيت فاذا سلط العقل على النفس اشتغلت النفس بمصالح الجسم كما تشتغل المرأة المقهورة بمصالح البيت فصلحت الجملة وان غلبت النفس كان سعيها فاسدا كالمرأة التى قهرت زوجها ففسدت الجملة.

مبر طاعت نفس شهوت برست كه هرساعتش قبله ديكرست
كرا جامه باكست وسيرت بليد در دوزخش رانبايد كليد