التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
٢٨
-الملك

روح البيان في تفسير القرآن

{ قل } يا خير الخلق { أرأيتم } اى اخبرونى خبرا انتم فى الوثوق به على ما هو كالرؤية قال بعضهم لما كانت الرؤية سببا للاخبار عبر بها عنه وقال بعضهم لما كان الاخبار قويا بالرؤية شاع أرأيت فى معنى اخبر { ان اهلكنى الله } اى اماتنى والتعبير عنه بالاهلاك لما كانوا يدعون عليه صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنون بالهلاك ويتر بصون به ريب المنون ويقولون ان امر محمد لا يتم ولا يبقى بل يزول عن قريب { ومن معى } من المؤمنين وحصل مقصودكم { او رحمنا } بتأخير آجالنا وحصل مقصودنا فنحن فى جوار رحمته متربصون لاحد الحسنيين اما أن نهلك فننقلب الى الجنة او نرحم بالنصرة والادالة للاسلام كما نرجو فانتم ما تصنعون واى راحة لكم فى موتنا واى منفعة وغايتكم الى العذاب كما قال تعالى { فمن } بس كيست آنكه او { يجير } ينجى ويخلص قال فى تهذيب المصادر الاجارة زينهار دادن. وفى القاموس اجاره انقذه وأعاذه { الكافرين من عذاب أليم } مؤلم شديد الا يلر لام اى لا ينجيكم منه احد اذا نزل بكم سوآء متنا او بقينا انما النجاة بالايمان والعمل الصالح ووضع الكافرين موضع ضميرهم للتسجيل عليهم بالكفر وتعليل نفى الانجاء به وقال بعضهم كيف قال ان اهلكنى الله الخ بعد ان علم انه تعالى لا يهلك الانبياء والمؤمنين قلت فيه مبالغة فى التخويف كأنه قيل نحن معاشر الانبياء والمؤمنين نخاف الله أن يأخذنا بذنوبنا فمن يمنعكم من عذابه وانتم كافرون وكيف لا تخافون وانتم بهذه المثابة من الاجرام فيكون معنى اهلكنا عذبنا بعذاب ومعنى رحمنا غفر لنا كما فى الجلالين.