التفاسير

< >
عرض

إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ
٧
-الملك

روح البيان في تفسير القرآن

{ اذا ألقوا } اى الذين كفروا اى فى جهنم وطرحوا كما يطرح الحطب فى النار العظيمة وفى ايراد الا لقاء دون الادخال اشعار بتحقيرهم وكون جهنم سفلية { سمعوا لها } اى لجهنم نفسها وهو متعلق بمحذوف وقع حالا من قوله { شهيقا } لانه فى الاصل صفة فلما قدمت صارت حالا اى سمعوا كائنا لها شهيقا اى صوتا كصوت الحمير الذى هو انكر الاصوات وافظعها غضبا عليهم وهو حسيسها المنكر الفظيع كما قال تعالى { لا يسمعون حسيسها } قالوا الشهيق فى الصدر والزفير فى الحلق او شهيق الحمار آخر صوته والزفير اوله والشهيق رد النفس والزفير اخراجه { وهى تفور } اى والحال انها تغلى بهم غليان المرجل بما فيها من شدة التلهب والتسعر فهم لا يزالون صاعدين هابطين كالحب اذا كان الماء يغلى به لاقرار لهم اصلا الفور شدة الغليان ويقال ذلك فى النار وفى القدر وفى الغضب وفوارات الماء سميت تشبيها بغليان القدر وفعلت كذا من فورى اى من غليان الحال وفارة المسك تشبيها به فى الهيئة كما فى المفردات قال بعضهم نطقت الآية بأن سماعهم يكون وقت الالقاء على ما هو المفهوم من اذا وعلى المفهوم من قوله وهى تفوران يكون بعده اللهم الا أن تغلى بما فيها كائنا ما كان ويؤول اذا ألقوا باذا أريد الالقاء اواذا قربوا من الالقاء بناء على ان صوت الشهيق يقتضى أن يسمع قبل الالقاء انتهى.