التفاسير

< >
عرض

هَمَّازٍ مَّشَّآءٍ بِنَمِيمٍ
١١
-القلم

روح البيان في تفسير القرآن

{ هماز } عياب طعان يعنى عيب كننده درعقب مردم ياطعنه زننده در روى باايشان.
قال الحسنرحمه الله يلوى شدقيه فى اقفيه الناس وفيه اشارة الى من يعيب ويطعن فى اهل الحق فى رياضاتهم ومجاهداتهم وانزوآئهم وعزلهم عن الناس وفى الحديث
"لا يكون المؤمن طعانا ولا لعانا" وفى حديث آخر "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس" يعنى من ينظر الى عيب نفسه يكون ذلك مانعا له عن النظر الى عيب غيره وتعيبه به وذلك لا يقتضى أن لا ينهى العاصى عن معصيته اقتداء بأمر الله تعالى بالنهى عن المنكر لا اعجابا بنفسه وازدرآء لقدر غيره عند الله فاقامه العالم ببواطن الامور والهماز مبالغة هامز والهمز الطعن والضرب والكسر والعيب ومنه المهمز والمهماز بكسر الميم حديدة تطعن بها الدابة قيل لاعرابى أتهمز الفارة قال السنور يهمزها واستعير للمغتاب الذى يذكر الناس بالمكروه ويظهر عيوبهم ويكسر اعراضهم كأنه يضربهم بأذاه اياهم { مشأ بنميم } مضربه نقال للحديث من قوم الى قوم على وجه السعاية والافساد بينهم فان النميم والنميمة السعاة واظهار الحديث بالوشاية وهو من الكبائر اما نقل الكلام بقصد النصحية فواجب كما قال من قال يا موسى ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج انى لك من الناصحين وفى التعريفات النمام هو الذى يتحدث مع القوم فينم عليهم فيكشف ما يكره كشفه سوآء كرهه المنقول عنه او المنقول اليه او الثالث وسوآء كان الكشف بالعبارة او بالاشارة او بغيرهما وفى الحديث "لا يدخل الجنة نمام" اى ماش بالسعاية وهى بالفراسية غمز كردن.
وفى التأويلات النجمية مشاء بنميم يحفظون كلام اهل الحق من هذه الطائفة الكريمة ثم يحكونه عند الجحال من اصحاب الحجب فيضحكون عليهم وينسبون ذلك الكلام الى السفسفة والسفه.