التفاسير

< >
عرض

عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ
١٣
-القلم

روح البيان في تفسير القرآن

{ عتل } جاف غليظ من عتله اذا قاده بعنف وغلظة قال الراغب العتل الاخذ بمجامع الشئ وجره بقهر كعتل البعير وبالفارسية كشدن بعنف (وقال الكاشفى) عتل يعنى سخت روى وزشت خوى انتهى.
ومن كان جافيا فى المعاملة غليظ القلب والطبع بحيث لا يقبل الصفات الروحانية ولا يلين للحق اجترأ على كل معصية قال فى القاموس العتل بضمتين مشددة اللام الاكول المنيع الجافى الغليظ { بعد ذلك } اى بعدما عد من مقابحه { زنيم } دعى ملصق بالقوم وملحق بهم فى النسب وليس منهم فالزنيم هو الذى تبناه احد اى اتخذه ابنا وليس بابن له من نسبه فى الحقيقة قال تعالى
{ وما جعل ادعياءكم ابناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم } قال الراغب الزنيم والمزنم الزآئد فى القوم وليس منهم اى المنتسب الى قوم وهو معلق بهم لا منهم تشبيها بالزنمتين من الشاة وهما المتدليتان من اذنها ومن الحلق وفى الكشاف الزنيم من الزنمة وهى الهنة من جلد الماعز تقطع فتخلى معلقة فى حلقها لانه زيادة معلقة بغير أهله وفى القاموس الزنمة محركة شئ يقطع من اذن البعير فيترك معلقا يفعل بكرامها والظاهر من قول ابن عباس رضى الله عنهما الحقيقة حيث قال انه لم يعرف حتى قيل زنيم فعرف انه كان له زنمة اى فى حلقه ويقال كان يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها قال العتبى لا نعلم ان الله وصف أحدا ولا ذكر من عيوبه ما ذكر من عيوب الوليد بن المغيرة فألحق به عارا لا يفارقه ابدا وفى قوله بعد ذلك دلالة على ان دعوته اشد معايبه واقبح قبائحه وكان الوليد دعيا فى قريش وليس من نسبهم وسنخهم اى اصلهم ادعاه ابوه المغيرة بعد ثمان عشرة سنة من مولده يعنى وليد هزده ساله بودكه مغيره دعوى كرد كه من بدر اويم واورا بخود كرفت.
فقوله بعد ذلك ههنا نظير ثم فى قوله تعالى
{ ثم كان من الذين آمنوا } من حيث انها للتراخى رتبة وفى الحديث "لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظرى ولا العتل الزنيم" فالجوظ الجموع المنوع والجعظرى الفظ الغليظ والعتل كل رحيب الجوف اكول شروب غشوم ظلم وفى الحديث "ألا اخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو اقسم على الله لأبره الا اخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر" وقيل بغت ام الوليد ولم يعرف حتى نزلت هذه الآية فمعنى زنيم حينئذ ولدالزنى وبالفارسية حرام زاده كه بدر او معلوم نباشد قال الشاعر _@_

زنيم ليس يعرف من ابوه بغى الام ذو حسب لئيم

در تفسير امام زاهد مذكور است كه جون حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم آيت درانجمين قريش بر وليد خواند بهر عيسى كه رسيد درخود بازيافت مكر حرام زادكى باخود كفت من سيد قريش وبدر من مردى معروفست وميدانم كه محمد دروغ نكويد جكونه اين مهم را بر سر آرم شمشير كشيده نزدما درآمد القصه بعد از تهديد بسياز ازو اقرار كشيدكه بدر تو در قصه زنان جرأتى نداشت واورا برادر زاد كان بودند جشم برميراث وى نهاده مرارشك آمد غلام فلا نرا بمزد كرفتم وتوفر زندا ويى ودليل روشن برصدق قول زن شدت خصومت وليدست وستيزه اوبآن حضرت صلى الله عليه وسلم ودرين باب كفته اند

جرم وكناه مدعى از فعل مادرست كور اخطاى مادر اوخاكسار كرد

والغالب ان النطفة اذا خبثت خبث الولد الناشئ منها ومن ثمة قال رسول الله عليه السلام "لا يدخل الجنة ولد الزنى ولا ولده ولا ولد ولده" كما فى الكشاف وفى الحديث "لا تزال امتى بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنى فاذا فشا فيهم ولد الزنى او السكران يعمهم الله بعذابه" وفى حديث آخر "ولد الزنى شر الثلاثة" قال الرهاوى فى شرح المنار هذا فى مولود خاص لأنا قد نشاهد ولد الزنى اصلح من ولد الرشدة فى امرين الدين والدنيا ويستحق جميع الكرامات من قبول شهادته وعبادته وصحة قضائه وامامته وغير ذلك فالحديث ليس على عمومه انتهى.
يقول الفقير اذا كان الرضاع بغير الطباع فان من ارتضع امرأة فالغالب عليه اخلاقها من خير وشر فما ظنك بالزنى ولا عبرة بالصلاح الظاهر والكرامات الصورية وفى الحديث
"ولدت من نكاح لا من سفاح" وكذا سائر الانبياء عليهم السلام وجميع الاولياء الكرام قدس الله اسرارهم فالزنى اقبح من الكفر من وجه فان الله يخرج الحى من الميت اى المؤمن من الكافر بخلاف الرشيد من الزانى فولد الزنى لا يصلح للولاية الحقيقية وان كان صالح للولاية الصورية وقيل نزلت الآية فى الأخنس ابن شريف واسمه ابى وكان ثقفيا مصطلقيا فى قريش فلذلك قال زنيم لا على جهة الذم لنسبه ولكن على جهة التعريف به ذكره السهيلى قال ابن عطية وظاهر اللفظ عموم من بهذه الصفة والمخاطبة بهذا المعنى مستمرة باقى الزمن لا سيما لولاة الامور قال فى فتح الرحمن ثم هذا الترتيب انما هو فى قول الواصف لا فى حصول تلك الصفات فى الموصوف والافكونة عتلا هو قبل كونه صاحب خير يمنعه وفى برهان القرءآن قوله حلاف الى قوله زنيم اوصاف تسعة ولم يدخل بينها واو العطف ولا بعد السابع فدل على ان ضعف القول بواو الثمانية صحيح.