التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ
٣
-القلم

روح البيان في تفسير القرآن

{ وان لك } بمقابلة مقاساتك ألوان الشدآئد من جهتهم وتحملك لاعباء الرسالة { لأجرا } لثوابا عظيما { غير ممنون } مع عظمه كقوله تعالى { عطاء غير مجذوذ } اى غير منقوص ولا مقطوع ومنه قيل المنون للمنية لانها تنقص العدد وتقطع المدد وبالفارسية مزدى بردوا مكه هركز انقطاع بدان راه نيابد.
ويقال اجر النبى مثل اجر الامة قاطبة غير منقوص ويجوز ان يكون معناه غير مكدر عليه بسبب المنة لانه ثواب تستوجبه على عملك وليس بتفضل ابتدآء وانما تمت الفواضل لا الاجور على الاعمال كما فى الكشاف (وقال الكاشفى) غير ممنون منب بانهاده يعنى حق تعالى بى واسطه كسى كه ازو منت بايد داشد بتو عطا كرد.
وفى اشارة الى ان انوار المكاشفات والمشاهدات غير مقطوعة لكونها سرمدية فلا يزال العارف يترقى فى الشهود فى جميع المواطن ولا ممنونة لان الفتح والفيض انما يجيئ من عند الله لا من عند غيره فالله يمن على عباده لا العباد بعضهم على بعض وقال بعضهم اجره قبول شفاعته وهى غير منقطعة عن اهل الكبائر من امته لا يخيب الله رجاءه عليه السلام فى غفرانهم جميعا بلا عتاب ولا عذاب.
يقول الفقير الظاهر أن اجره عليه السلام هو الله تعالى لانه عوض له عما سواه ولذا جاء اللهم انت الصاحب فى السفر والخليفة فى الاهل والله تعالى مان لا ممنون والى هذا المقام يشير قول الصديق رضى الله عنه الله ورسوله اى ابقيت الله ورسوله حين ما قال له عليه السلام
"ما أبقيت لاهلك يا أبا بكر" فالله تعالى عوض عن نفس الفانى عن نفسه وعن ولده وماله وهو الأجر العظيم لانه العظيم