التفاسير

< >
عرض

إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ
٣٨
-القلم

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان لكم فيه لما تخيرون } تخير الشئ واختياره اخذ خيره قال الراغب الاختيار طلب ما هو خير فعله وقد يقال ما يراه الانسان خيرا وان لم يكن خيرا وفى تاج المصادر التخير بركزيدن. والمعنى ما تتخيرونه وتشتهونه واصله ان لكم بالفتح لانه مدروس فيكون مفعولا واقعا موضع المفرد فلا يكسر همزة ان ولكم لما جيئ باللام كسرت فان لام الابتدآء لا تدخل على ما هو فى حيز أن المفتوحة وهذه اللام للابتدآء داخلة على اسم ان والمعنى تدرسون فى الكتاب ان لكم ما تختارونه لأنفسكم وأن يكون العاصى كالمطيع بل ارفع حالا منه فأئتوا بكتاب ان كنتم صادقين ويجوز أن يكون حكاية للمدروس كما هو كقوله تعالى { وتركنا عليه فى الآخرين سلام على نوح فى العالمين } فيكون الموقع من مواقع كسر ان لعدم وقوعها موقع المفرد حكاه الله فى القرءآن بصورته والفرق بين الوجهين ان المدروس فى الاول ما انسبك من الجملة وفى الثانى الجملة بلفظها وقوله فيه لا يستغنى عنه بفيه اولا فقد يكتب المؤلف فى كتابه ترغيبا للناس فى مطالعته فى هذا الكتاب كذا وكذا قال سعدى المفتى لك أن تمنع كون الضمير للكتاب بل الظاهر انه ليوم القيام المعلوم بدلالة المقام.