التفاسير

< >
عرض

فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ
١٩
-الحاقة

روح البيان في تفسير القرآن

{ فاما } تفصيل لاحكام العرض { من } موصولة { اوتى كتابه } اى مكتوبه الذى كتبت الحفظة فيه تفاصيل اعماله { بيمينه } تعظيما له لان اليمين يتيمن بها والباء بمعنى فى او للالصاق وهو الاوجه والمراد منهم الابرار فان ال مقربين لا كتاب لهم ولا حساب لهم لمكانتهم من الله تعالى وعن ابن عباس رضى الله عنهما انه عليه السلام قال "اول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الامة عمر بن الخطاب وله شعاع كشعاع الشمس" قيل له فأين أبو بكر فقال "هيهات زفته الملائكة الى الجنة"
يقول الفقير لعل هذا مكافاة له حين اخذ سيفه بيده وخرج من دار الارقم وهو يظهر الاسلام على ملأ من قريش فبسيفه ظهر الاسلام فرضى الله عنه وعن مجيه وفى الحديث اثبب احد فانما عليك نبى والصديق وشهيدان وكان عليه رسول عليه السلام وأبو بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم فتحرك فقاله دل الحديث على انه رتبة أبى بكر فوق رتبة غبره لان الصديقية تلى النبوة { فيقول } فرحا وسرورا فانه لما اوتى كتابه بمينه علم انه من الناجين من النار ومن الفائزين بالجنة فأحب ان يظهر ذلك لغيره حتى يفرحوا بما ناله { هاؤم اقرأوا كتابيه } اى خذوا يا اهل بيتى وقرابتى واصحابى كتابى وتناولوه اقرأوا كتابى زيرا در اينجا عملى نيست كه از اظهار آن شرم دارم ودر تببان آورده كه اين كتاب ديكر است بغير كتاب اعمل كه نوشته ودراو بشارت جنت است وبس جه كتاب حفظ ميان بنده وخدا وندست وكسى آنرانه بيند ونه خواند.
وفى الخبر حسنات المؤمن فى ظاهر كتابه وسيئاته فى باطنه لا يراها الا هو فاذا انتهى يرى مكتوبا فقد غفر تهالك فاقلب فيرى فى الظاهر قد قبلتها منك فيقول من فرط السرور هاؤهم اقرأوا كتابيه اى هلموا اصحابى كما فى عين المعانى يقال هاء يا رجل بفتح الهمزة وهاء يا امرأة بكسرها وهؤما يا رجلان او يا امرأتان وهؤم يا رجال وهاؤن يا نسوة بمعنى خذ خذا خذوا خذى خذا خذن ومفعوله محذوف وكتابى مفعول اقرأ والا اقرب العاملين فهو أقوى لكونه بمنزلة العلة القربية واصله هاؤم كتابى اقرأوا كتابى فحذف الاول لدلالة الثانى عليه ونظيره آتونى افرغ عليه قطرا والهاء للوقف والاستراحة والسكت تثبت بالوقف وتسقط فى الوصل كما هو الاصل فى هاء السكت لانها انما جيئ بها حفظا للحركة اى لتحفظ حركة الموقوف عليه اذلو لاها لسقطت الحركة فى الوقف فتثبت حال الوقف اذ لا حاجة اليها حال الوصل فلذلك كان حقها ان تثبت فى الوقف وتسقط فى الوصل الا ان القرآء السبعة اتفقوا فى كل المواضع على اثباتها وقفا ووصلا اجرآء للوصل مجرى الوقف واتباعا لرسم الامام فانها ثابتة فى المصحف فى كل المواضع وهى كتابيه وحسابيه وماليه وسلطانيه وماهيه فى القارعة وما كان ثابتا فيه لا بد أن يكون مثبتا فى اللفظ الا ان حمزة اسقط الهاء من ثلاث كلم وصلا وهى ماليه وسلطانيه وماهيه واثبتها وقفا على الاصل ولم يعمل بالاصل فى كتابيه وحسابيه وأثبتها فى الحالين جمعا بين اللغتين وتبين من هذا التقرير ان المستحب ايثار الوقف اتباعا للوصل وان اثباتها وصلا انما هو لاتباع المصحف قال فى القاموس هاء السكت هى اللاحقة لبيان حركة او حرف نحو ماهية وها هناه واصلها ان يوقف عليها وربما وصلت بنية الوقف انتهى وهذه الهاء لا تكون الا ساكنة وتحريكها لحن اى خطأ لانه لا يجوز الوقف على المتحرك وهاء السكت فى القرءآن فى سبعة مواضع فى لم يتسنه وفى فبهداهم اقتده وفى كتابيه وفى حسابيه وفى ماليه وفى سلطانيه وفى ماهيه واما الهاء التى فى القاضية وهى هاوية وخاوية وثمانية وعالية ودانية وامثالها فللتأنيث فيوقف عليهن بالهاء يوصلن بالتاء.