التفاسير

< >
عرض

إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ
٢٠
-الحاقة

روح البيان في تفسير القرآن

{ انى ظننت انى ملاق حسابيه } الحساب بمعنى المحاسبة وهو عد اعمال العباد فى الآخرة.
خيرا وشرا للمجازاة اى علمت وايقنت انى مصادف حسابى فى ديوان الحساب الالهى وانى احاسب فى الآخرة يعنى دانستم وايمان آوردم كه مرا حساب خواهند كرد وآنرا آماده ومتهيئ شدم.
قال الراغب الظن اسم لما يحصل من امارة ومتى قويت ادت الى العلم ومتى ضعفت جدا لم تتجاوز حد التوهم انتهى ومنه يعلم قول من قال سمى اليقين ظنا لان الظن يلد اليقين انتهى وانما فسر الظن بالعلم لان البعث والحساب مما يجب بهما الايمان ولا ايمان بدون اليقين قال سعدى المفتى وفيه بحث فايمان المقلد ذو اعتبار وصرحوا بأن الظن الغالب الذى لا يخطر معه احتمال النقيص يكفى فى الايمان ثم انه يجوز أن يكون المراد ما حصل له من حسابه اليسير ولا يقين به لوجوب ان يكون المؤمن بين الخوف والرجاء والمراد انى ظننت انى ملاق حسابى على الشدة والمناقضة لما سلف منى من الهفوات والآن ازال الله عنى ذلك وفرج همى انتهى.
يقول الفقير هذا عدول عما عليه ظاهر القرءآن فان الظن فى مواضع كثيرة منه بمعنى اليقين كما فى قوله تعالى حكاية قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله وهم المؤمنون بالآخرة وفى قوله تعالى وظن داود انما فتناه اى علم وايقن بالعلامة القوية قال القاضى ولعل التعبير عن العلم بالظن للاشعار بانه لا يقدح فى الاعتقاد وما يهجس فى النفس من الخطرات الى لا تنفك عنها العلوم النظرية غالبا يعنى ان الظن استعير للعلم الاستدلالى لانه لا يخلو عن الخطرات والوساوس عند الذهول عما قاد اليه من الدليل للاشعار المذكور واما العلوم الضرورية والكشفية فعارية عن الاضطراب وفى الكشاف وانما اجرى الظن مجرى العلم لان الظن الغالب يقام مقام العلم فى العادات والاحكام ويقال اظن ظنا كاليقين ان الامر كيت وكيت.